تاريخ النشر: 04/01/2019
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"لمح شكلها من بعيد وهو يدلف غرفته في فندق Bokita، إنها هي لكنه غير متأكد من ذلك، ويبدو أن الشك أناره اليقين حين همت بغلق باب غرفتها، فلمحته وهو ينظر إليها، فابتسمت له وفتحت بابها مرة أخرى لتحيّيه... أهلاً السيد أحمد (بإبتسامة ساحرة)... (بسعادة كبيرة) أهلاً كريستينا، جميل أن ...ألتقي بك مرة أخرى، ما هذه الصدفة العجيبة؟... (تضحك) في الطابق نفسه وغرفتك مقابل غرفتي... أجل هي صدفة جميلة أن أصادف فتاة مثقفة مثلك لديها إستعداد للحوار...
(بإبتسامة باردة) أنا أعتذر منك على تطفلي ووقاحتي في المطعم، لا أبداً أنا أراها جرأةً وتميزاً، (تضحك) يا لك من مجامل خطير، يضحك الإثنان ويتبادلان أطراف الحديث ليذهب بعدها كل واحد إلى غرفته حاملاً أمارات الإعجاب، ليلتفت أحمد فجأة إليها، كريستينا ما هو جدولك غداً صباحاً؟ لا أعرف إلى الآن، لا زال التعب والدوار يراودني بسبب المواصلات المتعبة بين كاتماندو وهذه المدينة!...
إذن فكري بالأمر، سأكون في باحة الفندق عند السابعة صباحاً إن شئت مرافقتي، (مبتسمة) هل هذا موعد غرامي ومغازلة منك، إن العرب دائماً قلوبهم على أكفهم لا يفرّقون بين صديق وحبيب! أنت دائماً تظلمين العرب بأفكارك المسبقة (يضحك الإثنان)، في غرفته كانت أجواء بكرا تخيم على المكان، الأمطار المتقطعة والسحب الركامية التي تحجب الهواء فينتعش الحر لذلك، بدا الليل ينزل ليكون خمرة للعشاق.
كان الجوّ من شرفة أحمد جنونياً بحسب ما كتبه لصديقه غسان، في الصباح أخذ أحمد ينظر إلى تلك الشجرة العتيقة من الجهة الجنوبية للفندق، كانت واقفة في وجه الريح لا تتزحزح، وكأنها تُعلّم الناس أن العيش الطويل لا يكون إلا حينما يغرس المرء عروق قلبه في الأعماق، عند السابعة انتظر كريستينا لعلّها تأتي لكن يبدو أنها لن تأتي، فبعد عشر دقائق قرر أن يذهب لوحده، وحين وطأت قدمه عتبة البوابة إذا بكرستينا تناديه: أحمد (يلتفت) كريستينا لقد هاجمت ثعابين اليأس فراشات الأمل فاعتقدت أنك لن تأتي… آسفة… لقد تأخرت في الإستحمام بسبب ما تراه من تقطع للتيار الكهربائي في الفندق! لا بأس هيا بنا الآن، كانت الطرق الطويلة والملتوية في كل مكان، وفي مقابلهم البحيرة، فجأة باغتته بسؤالها: سيد أحمد، أنا متخصصة في الدراسات الشرقية وأتقن العربية قراءة وكتابة (بدأت تتحدث باللغة العربية مع وجود لكنه في نطق حرف الضاد)، يضحك الإنثان وبدأ أحمد يحدثها باللغة العربية يختبر مدى إستيعابها للأمر، فأثارت إعجابه لذكائها وسرعة بديهتها… سيد أحمد برأيك متى يأتي الحب بين طرفين؟ تفاجأ من سؤالها وجرأتها!... ما هذه الروح الطليقة التي تمتلكها؟ هل تقصد بذلك أنها وقعت في حبّه بهذه السرعة، لا يعقل - يحدث نفسه - ابتسم بمكر مستشعراً أن الأمر اختبار له، لكنها باغتته بإزالة ما التبس عليه، لا يذهب تفكير بعيداً، هو مجرد سؤال عادي فقط في فلسفة الحب لأني رأيت عبارتك على الورقة عندما التقيت في المطعم لأول مرة، كانت ورقة A4 وقد كتبت عليها هذه العبارة (فلسفة الحب) تبتسم معتذرة على تطفلها بالنظر إلى الورقة السابقة (بإبتسامة واسعة) حسناً أيها المتطفلة يا ذات العيون اللحوحة، سأجيب عن سؤالك (يضحك الإثنان ويبدأ بالتلويح لأحد القوارب ليلقهما إلى داخل البحيرة ثم يلتفت إليها)، أولاً المشاعر مصدرها القلب، ومن يملك قلباً يمتلك الحياة، والحبّ جزء منها، وإكتشاف الحب في نظري والإستنارة به يأتي من دون سابق معرفة أو دعوة لذلك، وهذا هو الحب الفصلي للقلوب العطش، وغير ذلك ليس سوى الإحترام أو الإعجاب أو التقدير، الحب هو الذي يجعلك لا تملّين شريكك لأنه في قلبك وعينيك ودمك لتصلي بذلك إلى السعادة التي هي عبارة عن شعور بالأمان، يبدو أن عاشقاً وَلهاً هنا (تبتسم بمكر)…
هي رحلة وطيف عابر وروائيُّ استدرجه الخيال… ربما… فاستدرج المعاني والعبارات ملونة بألوان الحياة وأطيافها ليصنع عالماً روائياً تمضي معه بمتعة إلى النهاية رحلة ممتعة يأخذك الكاتب عيدها إلى ربوع النيبال برفقة صبية حسناء أعطت للأحداث مسحة جمالية مضافة إلى جمالية ذلك البلد الملوّن بالأساطير الممتزجة بفلسفة الحياة، رحلة امتازت بالمشاهد والأحداث التي أضفت المنولوجات الداخلية والحوارات عليها حساً فلسفياً بعيداً عن التكلف والفلسفة… هي فلسفة الحياة أطلقت عنانها كريستينا القادمة من سويسرا التي ظهرت لأحمد القادم من عمان فجأة… ورب صدفة خير من ألف ميعاد… ولكن خلّفت تلك الصدفة في نفسه ألف حسرة وحسرة… فبعد أن كان تواصله معها بعد سفرها أمراً ممكناً تلا شى هذا الأمل… لتغدو وكريستينا طيفاً عابراً مرّ في حياته… وبقي فيها.نبذة الناشر:كان ليل (تشتوان) طويلاً جداً، وهادئاً، وجراح القلب تنفتح في تلك اللحظات دون أن تستطيع وصف المها بالكلمات، لا تسمع في ذلك الليل همساً أو أصواتاً، لقد تعود الناس أن يناموا مبكراً، لذلك حينما تلقى نظرة من الأعلى لن تجده سوى الظلام يبتلع المكان، وكان لسكون الليل صوت كالمطارق أو الصراخ المكتوم، كانت تلك الأصوات تهدر من بعيد لم تخفت... إقرأ المزيد