النهضة الفكرية في الجزائر ؛ خطاب الثقافة، التنوير، التحرير
(0)    
المرتبة: 199,659
تاريخ النشر: 23/01/2019
الناشر: دار الأيام للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:أخذت تبرز بوضوح معالم المسألة الثقافية في خطاب النهضة الفكرية بالجزائر؛ بالإعتماد على توظيف التقاليد الثقافية المكتوبة، بحيث يمكن تفسير هذا الظهور، مع نشوء الشعور الوطني من خلال إهتمام الحركات الفكرية الطليعية عموماً، بالمراحل النضالية في التاريخ الوطني.
في هذه المرحلة تحديداً، ظهرت ونشأت أجناس وخطابات ثقافية إصلاحية جديدة، عملت ...على تعميق الوعي لدى رجالات الفكر عبر قوة النماذج والخطابات التي سنقدمها.
لقد جرى تكون وتشكل الإنتلجانسيا الجزائرية الرائدة عبر تجربتها النضالية، في المنعطفات المعقدة للمصير الوطني، وإنطلاقاً من الحقل الثقافي الجزائري المأزوم، الذي يحمل السمات والصفات التالية: أول سمات هذا الحقل؛ الوضع الوسيط للطليعة بين الثقافتين: الوطنية والغربية، حيث خلق هذا الوضع، حالة من الإزدواجية المؤلمة، وتمزقاً روحياً ضاعف من درجة حدة ماساويته، عدم التمكن من العثور على مخرج سليم من هذه الحالة والوضعية الوسيطية على الصعيدين: الثقافي والإجتماعي الفكري.
وتنحصر السمة الثانية في الهوة الفاصلة بين الفكر كفعالية إبداعية والتجربة الإجتماعية الإصلاحية، حيث يفضي النقاش أحياناً إلى تأملات ونقاشات تجريدية تؤدي في الغالب، إلى طرح برامج لا تمتلك أية قوة فعلية في الواقع، ومن ثم ظلت الأطر النظرية للأنتلجانسيا محصورة في إطار نظري، لم تستطع تجاوز طروحات الفكرية.
وتتلخص السمة الثالثة بذلك الطابع الإنفصالي القائم بين مستويي الثقافة: الرفيع النخبوي ومتطلبات وحاجات المرحلة في التنوير والتغيير والتحرير، ينظر إلى هذا الإنفصام غالباً كإنقطاع عن الجذور، يفقد النخبة الثقافية قوتها الداخلية ويصيبها هذا الإنفصام غالباً كإنقطاع عن الجذور، يفقد النخبة الثقافية قوتها الداخلية ويصيبها بالعطب.
ظلت تجري محاولة تجاوز هذا الإنفصام عادة، عبر عودة الإنتلجانسيا الجزائرية إلى مواقفها ومواقعها ومهامها، ولكن تقف أمامها هنا أو هناك أيضاً مشكلة عدم مطابقة تصوراتها للواقع، بأن تختار بين التأقلم مع التقاليد التاريخية من جهة، ومحاولات تحديث الثقافة القائمة من جهة أخرى. إقرأ المزيد