حجاجية الاستعارة في الخطاب العلوي
تاريخ النشر: 30/12/2025
الناشر: دار الأيام للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لقد سايرت الدّراسات اللّغويّة التّطوّر الحضاريّ الإنسانيّ، فالتّحوّل الّذي شهده القرن التّاسع عشر والقرن العشرين أدّى إلى نقلةٍ نوعيّةٍ في الفكر اللّساني، ويمكننا تخصيص الحديث هنا عن موضوعَي "الاستعارة" و"الحجاج"، فالاستعارة قد اصطبغت عليها الصّبغة الزّخرفيّة ردحًا من الزّمن فأُدرجت ضمن محسّنات الخطاب، أمّا حديثاً فقد اتّخذت وجهةً مغايرةً تمامًا ...عمّا كان سائدًا، وغدت من جانبٍ عرفانيّ آلية العقل في التّفكير وإنتاج الدّلالة، فرؤية العالم تكون من منظار الاستعارة فكرًا وهذا بناءً على مسلّمة إنّ اللّغة استعاريّة في جوهرها، وبالتّالي تكون الاستعارة المبدأ الحاضر أبدًا في اللّغة لا تنفكّ عنها، ارتكازًا على هذا الطّرح لم يقتصر دورها في العمليّة التّواصليّة والإبلاغيّة على إيصال فكرةٍ ما في حلّةٍ مونقة إنّما تحمل في ثناياها علاوةً على ذلك الغرض الجماليّ أبعادًا حجاجيًّا غايتها تفعيل الأداء الوظيفيّ في الخطاب اللّسانيّ. كما أنّ "الحجاج" قد وسّع من نطاقه حتّى تجاذبته علوم شتى بما فيها "البلاغة" فبُعثت البلاغة القديمة من زاوية جديدة ترتكز في أساسها على الحجاج، لهذا تعدّ النّظريّة الحجاجيّة من أبرز النّظريّات الّتي تمخّضت عن الدّرس اللّسانيّ الحديث وقد أدرجت ضمن ما وُسم بـ"البلاغة الجديدة"، وبهذا كان للبلاغة عظيمُ الشّأن في بيان مفهوم الحجاج والإفادة من محتوياته؛ فالحجاج هو محاولةٌ واعيةٌ من المتكلّم للتّأثير في المتلقّي وإقناعه لإحداث تغيير إمّا في سلوكه أو معتقده وقناعاته وفق استراتيجيّةٍ معيّنةٍ وفي الغالب تكون استراتيجيّةً لغويّةً منطقيّةً، وبالرّبط بين ميداني "البلاغة" و"الحجاج" تكون هذه الاستراتيجيّة لغويّة بلاغيّة، فتصبح بذلك الصّور البيانيّة الفنيّة صورًا لها وظيفةٌ حجاجيّةٌ في عمقها ولمّا كانت "البلاغة" و"الحجاج" يهتمّان بالخطاب اللّسانيّ في سعيٍ حثيثٍ منهما إلى بيان القدرة الإقناعيّة والتّأثيريّة والقوّة الحجاجيّة الّتي يكتنزها كانت الغاية من دمجِها في بحثنا هذا هي إبرازُ مدى قدرة الاستعارة _باعتبارها من الأوجه البلاغيّة_ على تحقيق الإقناع والتّأثير. إقرأ المزيد