تاريخ النشر: 27/03/2017
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:في روايته "القنّاص والقصر" يبدو الأديب المغربي "مبارك ربيع" محللاً نفسياً بالإضافة إلى كونه روائياً، إذ يمكن للقارئ أن يلحظ دون كبير عناء مهارته في الإلتزام بتطبيق مبادئ علم النفس أو التحليل النفسي في الوقائع التي يسردها، حيث تدور أحداث الرواية في مأوىً صحي خاص بالأمراض النفسية؛ يطلّ خلاله ...الطبيب عياش وهو يرحب بالنزلاء الجدد "زيزي" وهو الشخصية الرئيسية في العمل، ويبدو أنه يعاني عقدة الخوف من رجال الأمن "وميمون" الذي لا يهتم لما يقول الطبيب في شأنه، وإنما يستمر في حركاته التي لا تتوقف أثناء جلسة العلاج، و"ميمون" الذي يمعن في إنحناءة رأسه دون بادرة حضور أو إجابة حيث سماع اسمه من قبل الطبيب فهو "سكوتي متوحد" لكن له ما يقول، ويتحدث عندما يريد، في الوقت الذي يراه مناسباً، أما النزيل "عيداني" فيبدو ممسكاً بورقة مطوية في يده، وهو يرمي الطبيب بنظرة منحدرة تجاه يده الخفية الممتدة بورقتها إليه…
وهنا يكمن دور الروائي في عرضه الحالات النفسية لدى الشخصيات، وإنفرداه بسردٍ نقدي تحليلي نفسي خاص، يحلل به تلك الحالات، ويعللها، ويزيدها جلاءً دون إستطراد وينأى به عنها، ودون إرتهانٍ لها، وإنما السير بإتجاه الكشف عن علاقاتها بعضها ببعض قبل أن ينظمها أثناء عملية السرد ويقدم رأياً فاعلاً ومقنعاً للقارئ بنفس الوقت.
من أجواء الرواية، نقرأ: "زيزو زيرو زيرو إذن بلفظ مغاير؛ من حسن الحظ أن لا يعلم بّا عزيزي بقصة مثل هذه، إذ تبقى شؤون المدرسة وما يرتبط بها خارج إهتماماته، رغم رابط الصداقة بينه وبين مدرسي فيما يتعلق بالزيرو، وكل ما يدور من حديث عام بمحضري معه والوالدة، لا يخرج عن نطاق سوى الزرابي، الذي كانت ترتاده أمي صباح الإثنين والخميس من كل أسبوع، تمارس شغلها، دلاّلة تنادي مع غيرها على بعض المعروض في السوق من أنوع الزرابي والمفروشات، قديمها وجديدها، ومن غيرهم أيضاً، ممن يضطرون لسبب ما، إلى بيع بعض مفروشاتهم بين حين وآخر…". إقرأ المزيد