المسلمون في مهب الإرهاب من رماد الإنحطاط إلى واجهة المشهد العالمي
(0)    
المرتبة: 79,900
تاريخ النشر: 03/05/2016
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:في المسافة الواقعة بين نظريّة المؤامرة وبين مبدأ القابليّة للإستعمار، يكاد الهمّ الإسلاميّ يختزل كلّ مبرراته ومسبّباته ونتائجه، بكلّ جدارة، داخل نطاق هذه المسافة المتخمة بالمتنافرات والمتجاذبات، وبقدر ما في النظريّة والمبدأ من الحقيقة أو الوهم، وما فيهما من المبالغة أو المعقول، ومن الوقتيّة أو الديمومة، فإنّ ما يشهده الواقع ...الإسلاميّ هو نتيجة طبيعيّة ومحصّلة منطقيّة لهزليّة هذه الجدليّة الّتي تؤيّدها معطيات الجمود والتطرّف والإنفعال الفكريّ أكثر مّما تؤيّدها معطيات المنهجيّة والموضوعيّة العلميّة والعمل الإنتاجيّ؛ ولذلك فإنّه كلّما أنكر أنصار نظريّة المؤامرة وقوعهم تحت تأثير مبدأ القابليّة للإستعمار، أو أنكر أنصار مبدأ القابليّة للإستعمار وقوعهم تحت تأثير نظريّة المؤامرة، تفاقم المأزق، وتضاءلت فرص الخلاص والخروج، وتباعدت مسافة الهدف، وإستطال زمن التيه؛ وتحت تداعيات هذه المضاهاة العبثيّة، فإنّه دون التحلّي بالشجاعة والمصداقيّة لإزالة هذا الغبش الفكريّ والنفسيّ، فإنّ الأمّة الإسلاميّة لن تدرك لحظة التمكّن من إتمام عمليّة التضافر والتوليف بين طاقة الإيمان وطاقة المعرفة وطاقة العمل كشرط من شرط النهوض.
لهذا كان المسلمون في مهبّ الإرهاب مطالعة نازفة لتأزّم المشهد الإسلاميّ بين التسطيح والتعقيد في معركة الكينونة، وهو يتأرجح بين مصير الإنكفاء في شرنقة الأحلام والتقوقع، وبين مصير الإنصهار في بوتقة الإستسلام والتقليد؛ وكان هذا الكتاب محاولة لمحاكمة الواقع قبل التعامل معه، بالتوازي مع محاولة إستكشاف القدرات الكامنة في المنهج الإسلاميّ على التأثير في الجماهير الإسلاميّة.
وكان هذا الكتاب مناقشة متحشرجة لإستنهاض الهويّة الإسلاميّة للتخلّص من تأثيرات التيّارات الفكريّة والآيديولوجيّة والثقافيّة الّتي تساقطت كل أقنعتها التجميليّة، من خلال الإنفتاح على حقيقة التأثيرات التضليليّة الخادعة الّتي حوّلت إهتمامات أجيال هذه الأمّة وطاقاتها من الربّانيّ إلى البشريّ ومن الجوهريّ إلى الشكليّ ومن العلميّ إلى المعلوماتيّ؛ وكان هذا الكتاب فرصةً لتمرير فكرة القابليّة التجدّديّة للمنهج والقابليّة التواؤميّة مع إمتدادات الواقع، والقابليّة الإبداعيّة لصياغة الحلول والتطبيقات المستنبطة منه بطريقة متناغمة مع معطيات العصر، وبطريقة فعّالة لمعالجة أزمات المجتمع الإسلاميّ.
وبهذا يكون المسلمون في مهبّ الإرهاب محاولة تذكيريّة بفكرة البرنامج التغييريّ، أو إعادة تنشيط للذاكرة الإسلاميّة بفكرة المشروع الحضاريّ من خلال إلقاء شيء من الإضاءة على أشرس تحدّيات المشهد التاريخيّ، وهو محاولة إستفزازيّة لتحفيز الإرادة الإسلاميّة الخامدة بإتّجاه الخروج من مأزق السكن والضياع ببصيرة أكثر إستشرافاً للمستقبل؛ وهو أيضاً محاولة لتفعيل مهارات التفكير في آليّات الخروج من مأزق الحركة العبثيّة بحركةٍ أكثر إنتاجيّة في فضاء أوسع من الحريّة.
المسلمون في مهبّ الإرهاب، هو مشروع إستثارة للتخلّص من الثقوب الثقافيّة والفكريّة والأخلاقيّة الكثيرة الّتي تستنزف طاقات المجتمعات والجماهير الإسلاميّة، وتشتّت رؤيتها المستقبليّة، وتعطّل حركتها بإتّجاه تقمّص روح التحرّر والتغيير والتجدّد والأصالة والنهوض، والّتي تحول بينها وبين كلّ محاولاتها الجادّة لإثبات الذات من خلال إسترداد الهويّة والثقافة والجذور الإسلاميّة، مثلما نجحت هذه الأمّة من قبل في التفوّق على مشكلاتها وأزماتها، وفي إبتكار وجوهها ونماذجها وتجاربها الحضاريّة المتميّزة على إمتداد التاريخ. إقرأ المزيد