تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:يدشن أيمن العتوم "نفرٌ من الجن" بمشهد غامض لشخصية مجهولة الهوية، لا تُعرف إن كانت من الإنس أم من الجن، تصارع الموت بما تبقى فيها من روح، ولا تعرف إن كانت تعيش حلماً أم حقيقة ما تعيشه " ... التقط أنفاسه اللاهثة، مدّ عنقه من جديد، ضيّق عينيه، هتف ...في نفسه: إذا كان حلماً فليأخذني الله، وإذا كان حقيقة فليهدني، نهض بجذعه ليستوي جالساً في الأعلى، ملأ تحفه من الرّمل، تسمّه أخرى، وراح ينثره على رأسه، تخلل ثيابه، ملأ عينيه وسقط في بئر الغيبوبة".
تتضاعف الحيرة لدى القارىء الذي لم يتعرف بعد على هوية الشخصية المبهمة، وهي الشخصية التي أوحت إليها المقاطع الأولى من الرواية بتوقعات لم تتحقق بعد ذلك، هذا الغموض الذي أراده الروائي، هو إثارة وتحفيز لإضاءة سرده اللغوي الذي يحاول إخفاء شيء ما، فكلما كانت البداية الروائية وصفية سردية، جاء غموضها يختزن إشارات دلالية كثيرة، لا تتكشف إلا بعد الإنتهاء من قراءة الرواية. أما الروائي فقد اعتبر روايته "إنها تتحدث عن النهايات الكبرى للكون والحروب الكونية النهائية .. وتعتمد على مرجعيات دينية وعلمية وتاريخية في المفاضلة بين الإنس والجن"، أما أبرز الأفكار التي تطرق إليها الروائي "أن الجن يساعد الإنسان في نقل المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج في القطب المتجمد الشمالي، لأنها لو ذابت وتركت دون نقل سريع لأغرقت الأرض، والإنس لا يستطيعون فعل ذلك لبطئهم وقدراتهم المحدودة، أما الجن فيقومون به بسبب قدراتهم الخارقة ... وأضاف أن الرواية تناقش الخير والشر وأن البقاء للخير وكيف أن انتصار الخير دوماً يكون بتدخل إلهي وإرادة ربانية - كما تطرق العتوم في روايته إلى فلسفة الطواغيت عبر الزمان، وكيف يصنعون البيئات التي توجدهم، وصفات من هم حولهم وأنها نواميس وقوانين واحدة تنطبق على كل البشر في كل العصور، إضافة إلى قضايا أخرى كثيرة سوف تكون عنصر تشويق ومفاجأة لدى القارىء.
لقد نزع أيمن العتوم المألوف في الحياة الإنسانية، وجعله يبدو للمتلقي غير مألوف، وفوق الطبيعة، فهل كان القصد تجديد إدراكنا بالعالم، بصور تخييلية فوق طبيعية تكون أكثر فاعلية وتاثيراً؟ انطلاقاً من قناعة أن المتلقي سوف يكون قادراً على التعرّف على عالم ما، هو عالم (الجن)، ويأتي النص الذي يقرؤه ليصبح فضاءً تتفكك فيه نماذج المعقولية بفعل اقتحام المألوف لما هو غير مألوف في عالم (الإنس) ، ولهذا سوف ينتقل النزوع إلى الغرائبية في القص من كونه تقنية سردية ليصبح رؤية مشروعة لتحرير خطاب معين، هو إدانة للواقع، وتعريته، ويكون عالمه الغرائبي نواة مركزية والمنطلق الأولي لكشفه. إقرأ المزيد