تاريخ النشر: 03/07/2014
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:في روايتها "زناب" تروي رباب النجّار، بواسطة راوٍ واحد عليم، حكاية الجدة "زينب" ولتقول من خلال الوقائع والأحداث إشكالية العلاقة بين الظروف والإنسان؛ وأن الإنسان إبن قدره مهما حاول تغييره؛ فالجدة زينب على الرغم من الكمّ الهائل من التضحية والحب الذي قدمته لكل من حولها، لم تكافئها الحياة، بل ...على العكس، صار إسمها "زينب التي ملأت المقبرة بأولادها" : "خلعت مداسها وجلست بين قبور صغيرة، بعضها لا يتجاوز الذراع، هي قبور أطفالها ... نظرت حولها وكلها امتنان نحو المقبرة. انشرح صدرها، وراحت تعبث بالتراب. تمسك حفنة تُديرها بين اصابعها، تشمّها، ثم تباعد بين اصابعها لتسقط وتعود للقبر، تفعل ذلك بتراب كل قبر، واحداً واحداً، مع بكرها إبراهيم وثنوها محمد، ثم حسن وحيدر وكريم، ومحبتبي الذي يرقد عند قدمي أمها وأبيها ...". وعلى هامش هذه الحكاية، تدور حكايات أخرى فرعية، تلعب فيها الأقدار دوراً كبيراً في حياة الشخوص، من زواج وطلاق، ومرض وأوضاع سياسية تمر بها البلاد "مظاهرة تجوب أحياء المنامة، وتندد بحيدر الراشد"، والتفاتة نحو معاهدة لوزان (1923) التي قضت على آمال الكرد بقيام دولة، وجعلت الأراضي الكردية موزعة بين تركيا والعراق وإيران وسورية وارمينيا وأذربيجان، وحديث عن الهوية والإنتماء، والعادات والتقاليد، والعلاقة بين العرب من العشائر العراقية والكرد، بما فيها علاقات القربى والزواج، وحياة التنقل وعدم الإستقرار، وأنماط العيش، وغيرها مما يجري على لسان الشخوص، إنما هو القدر يستدرجنا لتنفيذ خطة أحكمها، ونظن من جهلنا أننا من وضع الخطة ...".
بهذه الأحداث والشخصيات استطاعت رباب النجار أن تقود رحلة حياة امرأة وتنتقل من خلالها إلى رحلة الحياة بتعقيداتها بوجوهها وأقنعتها، مبرزة علاقات شتى بين ألوانها تمتد من الإنسجام إلى التناقض الصارخ بين البشر وإنماط العلاقات التي تنتظمهم بما فيها الأسرة الواحدة، "أسرة الجدة زينب". ولعل النهاية التي تُختتم بها الرواية هي نتائج طبيعية للمقدمات التي بدأت وانعكاس للواقع بمعنى ما، فمهما عاش الإنسان من افراح أو أحزان، يبقى الموت مترصداً له، وتلك كانت نهاية حياة زباب أو زينب. إقرأ المزيد