تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تحكي رواية "ربّ إنّي وضعتها أنثى" للكاتبة الفلسطينية نردين أبو نبعة، حكاية مريم تلك الإبنة التي ولدت في المنفى لعائلة فلسطينية، وكانت تلاحق والدها من هنا إلى هناك، وتمطره بالأسئلة، لتستخرج منه الحكايا والذكريات، وتتعلق بذيول كلماته، وكأنها تلاحق وطناً في ثنايا الحروف، تستمع لحكاياه عن موسم القطاف والأعراس ...وحكايا المقاومة، وأسر عمها في سجون الإحتلال. تتوالى السنون حتى يتاح لمريم أن تزور غزة المحاصرة، فتبدأ بالكتابة من هناك ما علق في ذاكرتها من حكايا أبيها عن الغربة، وحكايا عمها عن الأسر، وليتفجر المتراكم في أعماقها لسنوات طويلة في لحظة، ولتبدأ في توثيق زيارتها. "هنا صار لي قلب وقناديل أفراح .. في غزة صار لي ذاكرة تعبق بشذى النجوم .. هنا عرفت لأول مرة حكايا الورد والبنفسج وطرت صوب الثريا بلا أجنحة .. استنشقت عبق الشهادة وقبضت على الوحشة (...) هنا منحت جسدي روحاً جديدة .. حيث روحي كانت ملأى بالأشواك .. تتوه في مدارات الغربة والظلمة .. عبأت جرار روحي من لؤلؤ غزة لتكفيني في أيامي القادمة سناً وبصيرة !! اليوم الجمعة سأحمل رموش غزة في حقيبتي لأزرعها على عيني ساعة تُظلم فأرجع بصيرة ...".
هذه الحكاية، تستخدم فيها الروائية تقنية المونولوج الداخلي، ويتم تظهيره من خلال الشخصية الرئيسية في العمل التي تقوم بمراجعة نقدية لواقع القضية الفلسطينية وحاضرها بالتعالق مع حياتها هي في الغربة وفي الوطن معاً، وحيث تستخدم الروائية راوياً واحداً يسرد بصيغة المتكلم غالباً، ويستخدم صيغة الغائب في أماكن أخرى، وهو ما يتناسب مع الشكل السردي للسيرة الذاتية، وتأتي واقعية الأحداث لتعزز هذا الشكل، ومهما يكن من أمر تبقى الرواية وثيقة روائية لمرحلة من مراحل حياة الفلسطيني في غربته، والتي لا يزال يعيشها حتى اليوم، وإن بأدوات وأدوار مختلفة ... إقرأ المزيد