قراءات في تمرد الشعراء العباسيين على السلطة
(0)    
المرتبة: 147,370
تاريخ النشر: 07/03/2011
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:في تراث العرب الشعري أمثلة ساطعة كثيرة على تصادم الشعراء مع أرباب السلطة السياسية والإجتماعية والدينية واللغوية والنقدية، ولم يكن هذا التصادم نابعاً من رغبة مستكنّة في ذوات أولئك المبدعين على شرائع مجتمعاتهم وأعرافها القارة بقدر ما كان نابعاً من إحساسهم بأن فضاء الحرية في القول، والتعبير عن الذات ...الفردية أو الجمعية يجب ألا تكون له سقوف محددة، وأما من كانت بيدهم السلطة فكانوا يظنون أن رفع السوط عالياً في وجوه المخالفين، أو فتْح أبواب السجون لهم سيكون أسلوباً ناجعاً للإسكات وتكميم الأفواه.
وقد رفع السوط، وفتح السجن، وجرّح الشاعر المتمرّد وانتُقد، ولكنه لم يسكت، وبيان ذلك ما نجده في قصائد جاهلية وإسلامية وأموية وعباسية كثيرة حتى ليكاد التمرّد يكون ظاهرة في مسيرة شعرنا وشعرائنا الأولين.
لذلك، تعد دراسة مظاهر التمرد في الشعر الجاهلي والإسلامي والأموي على السلطة جديرة بأن ترصد وتجلى بما يكفي حتى تنحّى عن شعرنا وشعرائنا تلك الصورة النمطية التي علقت في أذهان كثيرين حين قالوا إن شعراءنا الأولين كانوا يجرون في الغالب من إنتاجهم وإبداعهم في ركاب السلطة، إذ كانوا يسعون لتزيين قبائحها، كما كانوا يتغاضون عن أخطائها وهفواتها وينفخون في أبواقها، ويبالغون في تمجيدها إلى حدّ لا يكاد يقبل أو يسوَّغ.
من هنا، جاء هذا الكتاب يترسم هذا المنهج حين وقف على أشعار طائفة بارزة من أعلام الشعراء العباسيين المشهود لهم بالتميُّز هم: بشار بن برد، وأبو نواس، وأبو العتاهية، والمتنبي، كما وقف على أشعار طائفة من الشعراء المعوزين المكدودين، الذين سال الشعر على ألسنتهم شكوى مريرة، وسخطاً حاداً، وتمرداً، ولم يكن الوقوف على أشعار هؤلاء الشعراء المتمردين بمعزل عن الوقوف على أخبارهم في المصادر الأمهات؛ وذلك تبين مظاهر التمرد البادية في أشعارهم. إقرأ المزيد