تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:التفكير العلمي هو أحد أنماط التفكير الإنساني، وهو بلا شك قديم قدم الإنسان الذي حاول ولأول مرة أن يتغلب على الصعوبات التي واجهته في حياته ويضع لها حلول مستغلا في ذلك كل العوامل الطبيعة والبيئية المتاحة. ولقد ظهر التفكير العلمي في العديد من الحضارات القديمة منها: الحضارة الفرعونية، والحضارة اليونانية، ...والحضارة الاسلامية.
والتفكير العلمي طريقة إنسانية يتميز بها الإنسان ويستخدمها للبحث عن حل المشكلة التي تواجهه وهذه الطريقة على عكس الأمر الاعتباطي الشائع عند اليونان؛ فالتفكير هو القوة التي تتعلق بتقديم حل جديد عن طرق التأمل دون فعل ظاهر وهي العلامة المميزة للإنسان العاقل. ويمكننا أن نميز بين التفكير وأحلام اليقظة، فنحن في أحلام اليقظة نسمح لأذهاننا بأن تشرد بطريقة عشوائية أو تنغمس في الأوهام أما التفكير العلمي فهو في الأساس غرضي، موجه، محكوم في مراحله المتقدمة على الأقل بممارسة واعية. وهكذا يكون التفكير الذي نقصده هنا تفكيراً بنائياً محكوماً متجهاً إلى حل مشكلة معينة وقد تكون هذه المشكلة عملية أو نظرية.
وهناك رأي شائع عن العلم منذ القرن السابع عشر يقول إن المعرفة العلمية تأتي من مصدرين: المصدر الأول من الوحي الإلهي كما يظهر من خلال الإنجيل وسلطة الكنيسة والمصدر الثاني من التفكير في الأشياء تفكيرا تأملياً خالصا. ثم جاء رد الفعل في العصور الحديثة مضاداً لهذا الموقف السابق حيث جاء التركيز على الملاحظة لتكون هي أساس العلم. فعمل الفرد الذي يعد صورة مصغرة من عمل العلماء هو أن يجمع الملاحظات بنفسه ولا يعتمد على السلطة فنحن بحاجة إلى أن نكتشف الحقائق بأنفسنا من خلال الملاحظة لأن العلم هو البحث عن الحقيقة. فالعلم هو منهج لاكتشاف معرفة موثوق بها عن الطبيعة والسؤال هنا ما هي هذه المعرفة الموثوق بها؟ هذه المعرفة هي المعرفة التي تكون صادقة بدرجة عالية من الاحتمال لأن صحتها مبررة عن طريق منهج موثوق ويطلق عليها الاعتقاد الصادق تمييزا لها عن الاعتقاد الكاذب أو غير المبرر.
ويمكننا القول إن التفكير العلمي ليس قصراً على العلماء وحدهم، ففي استطاعة أي فرد أن يفكر مثل العالم، فعندما يستخدم المرء منهج التفكير العلمي ومبادءه في الحياة اليومية مثل أن يكون دارساً للتاريخ أو الأدب أو باحثاً عن حلول لمشكلات الاقتصاد أو الفلسفة أو مجرد أن يحاول الإجابة عن أسئلة شخصية عن نفسه، فعندئذ يقال عن هذا الشخص إنه يمارس التفكير الناقد. إذن التفكير الناقد: هو تفكير بطريقة صحيحة في المشكلات أي أنه يقدم معرفة موثوقا بها عن جميع جوانب حياتك. فالتفكير العلمي هو دائما موضوع ممارسة على يد العلماء بينما التفكير الناقد قد يستخدم على يد البشر.
وفي هذا الكتاب حاولت تقديم بعض الموضوعات المتعلقة بالتفكير العلمي لكي يتعرف الطالب على الموضوعات الأساسية في مادة التفكير العلمي، وجاءت هذه الموضوعات على النحو التالي: الفصل الأول "طبيعة العقل الإنساني" أما الفصل الثاني فجاء بعنوان "طبيعة التفكير العلمي" أما الفصل الأخير، فجاء بعنوان "التفكير العلمي والمغالطات". ولقد استعنت في تقديم مادة هذه الكتاب بمجموعة من الكتب يأتي في مقدمتها كتاب أستاذي الدكتور/محمد مهران رشوان (التفكير العلمي)، وكتاب "التفكير العلمي الأسس والمهارات" إعداد نخبة من أساتذة كلية الآداب جامعة القاهرة، كما استعنت بشكل كبير بثلاثة مقالات هي(العقل الإنساني) و(التفكير العلمي) و(المغالطات) للأستاذة ليندا إلدر والأستاذ ريتشارد باول. إقرأ المزيد