كتاب المنتظم دراسة في منهجه وموارده وأهميته
(0)    
المرتبة: 89,152
تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن الدراسات التاريخية المعنية بالمؤرخين، ومناهجهم ما زالت بكراً على الرغم من أن تآليفهم تشكل المعين الأصيل للمادة التاريخية، ولم يوجد من قام بدراسات مستفيضة لمؤرخي التاريخ العربي الإسلامي إلا النزر اليسير، وقد دفع قلة الدارسين في هذا الحقل الكاتب إلى دراسة واحد من أكابر المؤرخين وهو "عبد الرحمن ...بن علي" المعروف بـ"ابن الجوزي" من مؤرخي القرن السادس الهجري بكتابه المنتظم الذي يمكن أن يوضع إلى جنب المؤرخين السابقين له.
وإذا اعتبرنا "الطبري" مؤرخ القرن الثالث، "والمسعودي" و"مسكويه" مؤرخي القرن الرابع، و"الخطيب البغدادي" مؤرخ القرن الخامس، "فابن الجوزي" هو مؤرخ القرن السادس الهجري، ذلك القرن الذي تميز بإنتقال سياسي كبير من عصر السيطرة السلجوقية إلى عصر الإستقلال والتحرر العربي، ولكنه كان في الوقت نفسه عصراً تتقاذفه التيارات الفكرية المختلفة.
وقد شهدت مدينة بغداد حاضرة الخلافة العباسية، ومنتدى العلم والفكر والأدب، تلك التيارات التي تلمسها أبناؤها ولا سيما مؤرخنا "ابن الجوزي"، ولكنّ المكتبة العربية ما زالت بحاجة إلى من يكشف الغبار عن رجال هذه الفترة، وبحاجة ملحة إلى من يكتب النتاج العلمي للعرب والمسلمين على غرار ما كتب "ابن النديم" في فهرسته، وإذا أردنا أن نتعرف على التراث العربي الإسلامي في القرنين الخامس والسادس الهجريين وعظمة الإبداع والتنوع فيه.
وتتألف رسالة الكاتب من مقدمة وستة فصول؛ تناول في المقدمة أهمية دراسة مناهج المؤرخين في الدراسات التاريخية، ودراسة للمصادر التي اعتمدها في هذه الرسالة، وأوضح بإيجاز في الفصل الأول "عصر ابن الجوزي" وتناول الحياة العامة في بغداد في القرن السادس الهجري في جوانبها السياسية والفكرية والإجتماعية والإقتصادية، وغيرها؛ ويتناول الفصل الثاني "حياة ابن الجوزي" وقد بحث بإقتضاب.
أما الفصول الأربعة الأخيرة فهي أساس الدراسة، وعليها يركز كتاب "المنتظم" ذلك الكتاب الذي يعد من أمهات كتب التاريخ، إذ بذل فيه "ابن الجوزي" جهداً كبيراً لم تظفر به بقية مؤلفاته، وكان من شدة إهتمامه به أن قام بإختصاره بكتاب سماه "شذور العقود"؛ فقد تناول الفصل الثالث "ترتيب كتاب المنتظم والتعريف بمحتوياته" من المقدمة وما يليها من جوانب جغرافية، وقد قسم الفصل وفق العصور التاريخية بدءاً من عصر ما قبل الإسلام، وإنتهاءاً بالعصر العباسي، موضحاً الخصائص البارزة لكل عصر؛ أما الفصل الرابع فقد تناول "منهج ابن الجوزي"، وخصص الفصل الخامس لدراسة "موارد المنتظم" حيث حاول من خلاله إرجاع نصوصه إلى مصادرها الأساسية بقدر الإمكان؛ أما الفصل السادس فقد تناول فيه "أهمية المنتظم" وتأثر المؤرخين اللاحقين به. إقرأ المزيد