تاريخ النشر: 01/07/2006
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:ابن قيم الجوزية هو محمد بن بكر بن جريز الزرعي ثم الدمشقي، أبو عبد الله، شمس الدين، الفقيه، الأصولي، المفسر، النحوي العارف، تتلمذ في المذهب الحنبلي لشيخ الإسلام ابن تيمية، فلازمه، وأخذ عنه، حتى كان لا يخرج على شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ما يصدر عنه، ...فتفقه في المذهب، فبرع وأفتى. وتفنن في علوم الإسلام، وأحاط بالتفسير، وبأصول الدين، حتى صار المنتهى إليه فيهما.
فأتقن الحديث وعلومه وفقهه، ودقائق الاستنباط وأصوله، وتعلم الكلام والنحو ولغة أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم؟ حبس مرة لإنكاره شدّ الرحال إلى قبر الخيل. وحبس مرة ثانية مع الشيخ تقي الدين بالقلعة منفرداً عنه. ولم يطلق من سجن القلعة إلا بعد موت ابن تيمية.
كان في مدة حبسه مشتغلاً كشيخه بتلاوة القرآن، والتدبر والتفكر في آياته، ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، ودخل إلى علوم أهل المعارف وغوامضهم وأسرارهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك.
"وفضائل الذكر والدعاء" وهو كتاب يتناول كما جاء في عنوانه الذكر والدعاء، ذكر الله سبحانه وتعالى، والدعاء غليه سبحانه بأسمائه وصفاته، وشروط الذكر. أما الدعاء فهو لغة: الطلب، والدعاء إلى الشيء: الحث على فعله، ودعوته: استغثت به. ويطلق أيضاً على العبادة.
وفي الحديث الشريف: "الدعاء هو العبادة" و"الدعاء مخ العبادة"، وهو من أعظم العبادة، وقد تواردت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم بالترغيب بالدعاء والحث عليه فقال صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء"، و"من لم يسأل الله يغضب عليه" والمعنى: من لم يسأل الله تعالى ببغضه، والمبغوض مغضوب عليه، و"الله يحب أن يسأل".
والدعاء في حقيقته إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله جل جلاله، والاستكانة له.
أما الذكر لغة: فهو: جري الشيء على لسانك، وقال الفراء: هو ما ذكرته بلسانك وأظهرته، ومن معانيه: الشرف، والكتاب الكريم، والصلاة لله، والدعاء له، والشكر، والطاعة، ويذكر الله: يصفه بالعظمة، ويثني عليه ويوحده.
واصطلاحاً: الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب بذكرها وقولها والإكثار منها، نحو "لا إله إلا الله" و"الله أكبر" و"سبحان الله" و"الحمد لله" و"لا حول ولا قوة إلا بالله" والاستغفار، وما يلحق بها. قال ابن قيم الجوزية في "الفوائد": "مبنى الدين على قاعدتين: الذكر، والشكر" ويقع الذكر باللسان وبالقلب. إقرأ المزيد