تاريخ النشر: 29/06/2009
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:حملت الحضارة الإسلامية، "بذور نمائها المتجدد في ذاتها، وذلك في شتى ضروب النشاط المعرفي الإنساني"، و"أنها قد أثمرت وأعطت نتاجاً متقدماً ربما -إن صح القول- سبق عصرها الذي فيه ظهرت هذه الإبداعات..".
يتناول الباحث في هذا الكتاب، بعض من جوانب فلسفة أحد أعلام هذه الحضارة، "لإعطاء فكرة عامة عنها تقدمها ...وتعرّف بها..". فـ"بناء صدر الدين الفلسفي، بناء محكم متكامل يشدّ بعضه بعضاً، تتداخل فيه علوم الفلسفة بالعرفان، بالفقه، بالتفسير، في نسيج مترابط تضفي عليه عقلية الشيرازي الفذّة، صبغتها الموحّدة، فتغدو فيه علوم الشريعة (النقل) أساساً لعلوم الفلسفة (العقل)". لقد برهن هذا الفيلسوف منذ القرن السابع عشر الميلادي، "أن الحركة تنظم هذا العالم من أصغر ذرّة فيه، بل في عالم الذرة الصغير ومكوناتها، وحتى أعظم موجود فيه، تلك هي "نظرية الحركة الجوهرية" والتي أتت قبل أم الفلسفات الحديثة ثورية وهي الماركسية، بقرنين من حياة صاحب هذه الأخيرة".
اختار المؤلف، دراسته عن الفيلسوف الشيرازي بالذات، والتي هي "جزء من وفاء لواحد من أبناء العربية تجاه هذا الرجل المجدد في الفلسفة.."، لمجموعة من الأسباب، منها أهمية البّعد الفلسفي لنظريته، وإعادة طرح العلاقة بين "الماهية والوجود" التي تشّكل المسألة القديمة ـ الراهنة في البحث الفلسفي.
بعد مقدمة البحث، وتقديم نبذة عن حياة الشيرازي وعصره ومكانته، يقسّم الباحث موضوعه، الذي اعتمد فيه على المنهج التحليلي ـ الإستنتاجي، إلى عدة فصول، تبدأ بدراسة منهج الفيلسوف وروافده العامة، ثم بنظرية المعرفة لديه، ونظرية الوجود وبراهينها الخمسة، ينتقل بعدها إلى موضوع النفس وبعض من شؤونها، ليصل إلى شرح تفصيلي للعلاقة بين "الحركة الجوهرية" والدين، في تفسير حدوث العالم، والتفسير الفلسفي للموت وفناء العالم أي "يوم القيامة"، وما إلى ذلك. في الفصلين الأخيرين، يبحث الكاتب في مدى إمكانية تطور نظرية الشيرازي ومعاصرتها، ويدخل في نظرة نقدية عامة لفلسفته، تبدأ من نقد طريقته، والتكرار لديه، وأرستقراطيته الفكرية، وغيرها، لتنتهي بمدح إيجابيات فكره وأصالته وعقلية التجديد الذي يتميز بها، وطريقة ربطه بين الذوق الوجداني والبحث العقلي . إقرأ المزيد