تاريخ النشر: 29/06/2009
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يقول الكاتب في بداية مقدمته لهذا الكتاب، "إن عملي عبء أرزح تحت وطأته فأنا أعرف من المعلومات الكثير. وأنا أدفع الآن ثمناً لا يمكن إلا أن يرتفع في المستقبل"، إذ أنه كان يُحارب في كل مرة يحاول فيها قول حقيقة يكتشفها وتمسّ في جوهرها الآلية السياسية لدولة إسرائيل أو ...لحكامها، كما حصل معه عام 1995 حين جمع أدلة تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية "لم تتفوه بأي كلمة صادقة حول الظروف الحقيقية" التي أحاطت بمقتل إسحاق رابين، فتعرّض بذلك لمضايقات شتى ووُضع تحت المراقبة الدائمة، كما "عمدت وسائل الإعلام على تشويه صورته" عن طريق مقالات محرضة في صفحاتها الأولى "تروي قصصا خيالية عنه". ولا ينفي أنه "في الواقع، لا بد من الإشارة إلى أن قضية رابين أدت إلى مقتل أشخاص ودخول أبرياء السجن".
يؤكد الكاتب أنه يعرف هوية القاتل ويسميه: "بيريس هو من دبّر العملية بالتآمر مع الحكومة الفرنسية والاستخبارات"، و"لأن وقت فضح الجريمة حان في هذا العالم"، فإنه لن يكترث إن كان اسمه وارداً "على لائحة الأشخاص المطلوب قتلهم". حتى أنه يربط بين مقتل رابين وبين مقتل جون كنيدي الابن الذي كان يجري تحقيقا حول مقتل رابين، فقتل بدوره، والأصابع كلها تشير إلى "احتمال أن يكون الموساد وراء الجريمة".
يدخل هذا الكتاب في تفصيل حقائق عوالم السياسية الداخلية الإسرائيلية، وطبيعة التحكم فيها، ليكشف زيفها ويدين تلاعبها بالشعب الإسرائيلي أولا وبالعالم الخارجي ثانياً عن طريق السيطرة على الإعلام، وعن طريق الإرهاب والتهديد الذي تمارسه على كل المحققين والصحفيين وأجهزة الإعلام لطمس أي خط من الخطوط التي يمكنها الإيصال لأي حقيقة، وللتعتيم على كل المواضيع الهامة التي يكشف الكاتب الغطاء عنها، ويبرز نوعية الصفقات السياسية والمصالح النفطية بين فرنسا وأميركا وإسرائيل وبلدان مواقع النفط في العالم. كما أنه يعرض وبالتفصيل لكل الحجج والبراهين بالتواريخ والأحداث التي تؤكد بحثه وتحقيقه في مقتل رابين، والتي تكشف حقيقة اغتياله، وماهية الدور الفرنسي في ذلك. كما أنه يقدّم فصلا كاملا عن رأيه بشيمون بيريز ومنهجه وتعاطيه السياسي.
ما يميز هذا الكتاب الغني هو وفرة المعلومات والتفاصيل عن الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل، وهو الصورة المتكاملة التي يقدمها عن الأساليب الملتوية والإجرامية التي يمارسها أقطاب صنّاع السياسة الإسرائيلية وحكّامها، من عدم التواني بالقيام بتنفيذ العمليات الإجرامية، ومن ثم تغطيتها بطرق مختلفة والتلاعب بالإعلام، وقمع الصحفيين والمحققيين الجادين والجديين، وتهديدهم. إقرأ المزيد