كنت سفيراً للعراق في واشنطن ؛ حكايتي مع صدام في غزو الكويت
(0)    
المرتبة: 5,543
تاريخ النشر: 02/06/2008
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذه سيرة الأحداث الدراماتيكية كما يرويها السفير محمد المشاط بقلمه، وهي ذكريات خصبة فيها أسرار سياسية، ومواقف دبلوماسية، وتييم لشخصيات، وتوصيف لما حدث مع تحديد موقفه من الأزمة التاريخية الصعبة.. ويعتبر السفير المشاط من أوائل السفراء الذين تمردوا على نظام صدام حسين عقب الغزو العراقي للكويت عام 1990، والذي ...اعتبره بداية النهاية لنظام الحكم التي قاده صدام حسين لسنوات طوال بمنتهى القوة والغطرسة والشراسة. ومن يطالع هذه المذكرات يتلمس عن قرب، وفي عدة مواضع من قراءتها أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان ينفذ، بعلمه أو من دون علمه، ومنذ مجيئه للسلطة في العراق مسلسلاً أمريكياً واسع الأبعاد، مخفي المعالم.. ولقد بدا ذلك واضحاً منتهى الوضوح في العام 1990.
إن أهمية هذه الذكريات من أهمية صاحبها أو يمكن اعتباره واحداً من أمهر القياديين الإداريين العراقيين وهو مثقف عالي التخصص في القانون وعلم الاجتماع، إذ يحمل الدكتوراه من جامعة ميريلاند من الولايات المتحدة الأمريكية.
إذاً إن ما يرويه المؤلف في هذا الكتاب وبشيء من التفصيل المرحلة الأخيرة من عمله كسفير في واشنطن، وهي من أصعب المراحل في حياته وأدقها، بعد أن تم نقله إليها، والتحق بها في الأسبوع الثاني من أيلول (سبتمبر) 1989 وحتى مغادرته إياها في 15/11/1991، على إثر استدعائه من قبل وزارة الخارجية العراقية.
لقد تناول بالتقصيل المشاكل التي واجهته في واشنطن على مرحلتين: المرحلة الأولى تبدأ من وصوله إلى واشنطن وحتى الاثني من آب (أغسطس) 1990، تاريخ دخول القوات العراقية إلى الكويت. والمرحلة الثانية تبدأ من الثاني من آب (أغسطس) 1990 وحتى مغادرته واشنطن في 15/11/1991، وسيطلع القارئ على الجهود التي بذلها للدفاع عن العراق بغية تجنيبه الكارثة.
كذلك سيطلع القارئ على بعض التساؤلات التي أثارته شخصياً ولم يجد إجابة شافية عنها: هل أن صدام حسين ضحية فخ ومصيدة نصبت له كي يقدم على احتلال الكويت، بغية توفير الفرصة الملائمة للأمريكيين لاحتلال منابع النفط في الخليج، تحت شعار صد العدوان العراقي؟ أم هل كان هو شخصياً متواطئاً مع الإدارة الأمريكية ضمن مخطط جهنمي يتم بموجبه قيام أمريكا باحتلال منابع النفط في الخليج، وتقوم أمريكا أيضاً بتدمير العراق كي لا تقوم للعرب أي قائمة في تحرير الضفة الغربية وقطاع غزة، مقابل بقائه في الحكم؟ ما هو دور اللوبي الصهيوني في استعداء الشعب الأمريكي ضد العراق؟ وكيف استخدموا صدام حسين كهدف لهجومهم، في حين أن هدفهم الأساسي هو تدمير العراق؟ ما هو دور بريطانيا في دفع جورج بوش الأب باتجاه العمل العسكري، من دون انتظار النتائج التي يمكن أن يفرزها الحصار الاقتصادي لحمل العراق على الإنسحاب من الكويت؟ ما أهداف الرئيس بوش من الحرب؟ وكيف تم خداع الرأي العام الأمريكي وتهيئته للحرب، والانتقال من مرحلة الدفاع عن المملكة العربية السعودية (عملية درع الصحراء)، إلى مرحلة الهجوم (عملية عاصفة الصحراء)؟ ماذا أخبرت بغداد شخصياً عن موقف الإدارة الأمريكية والرئيس بوش بعد الاجتياح العراقي للكويت، وحتى مغادرته واشنطن في 15/1/1991؟ ما فحوى المناقشات والمواجهات التي عاشها شخصياً مع وزارة الخارجية ومع أعضاء الكونغرس الأمريكي، ومع الشخصيات الأمريكية المرموقة؟ ما الوضع السياسي والشعبي في الولايات المتحدة وفي العراق في المرحلة الثانية، أي منذ الثاني من آب (أغسطس) 1990 وحتى 15/1/1991؟ وما طبيعة المعارضة الشعبية في أمريكا ضد العمل العسكري، وما دور بعض الشخصيات الأمريكية في محاولة أخيرة لتجنب الحرب، بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي حدد فترة شهر ونصف الشهر لإنسحاب القوات العراقية من الكويت تنتهي في 15/1/1991، حيث خولت قوات التحالف استعمال سائر الوسائل لإخراج العراق من الكويت، وترجمت أمريكا هذا القرار بالتخويل باستخدام القوة؟ ماذا حدث خلال مؤتمر السفراء العراقيين المعتمدين لدى دول مجلس الأمن خلال عطلة عيد الميلاد بين 23-27/12/1991؟ وكيف تكون لدي الانطباع بأن نذر الحرب بدأت تلوح في الأفق بعد عودتي إلى واشنطن عند انتهاء المؤتمر؟
وفي الختام، تناول الحوادث والظروف التي عاشها بعد مغادرته واشنطن في طريقه إلى بغداد والتوقف في فيينا بعض الوقت، انتظارأً لطائرة الخطوط الأردنية الذاهبة إلى عمان، وهي الخطوط الجوية والوحيدة التي بقيت تعمل في تلك الفترة بين عمان وأوربا، بعد توقف الطائرات الأخرى بسبب احتمال اندلاع الحرب في المنطقة.
ماذا حدث بعد ذلك؟ وما الذي حمله على اتخاذ قرار عدم العودة وطلب الإحالة على التقاعد، وفك ارتباطه صدام وشلته؟ ما هي العروض التي قدمت له، خلال وجوده في فيينا، للجوء السياسي، أو دعوته للإقامة في أمريكا والسعودية واعتذاره عن الإستجابة؟ لماذا لم يتقدم بطلب اللجوء السياسي إلى الحكومة الكندية؟ بل طلب تأشيرة الدخول الخاصة بالمتقاعدين فقط؟
كما ختم الكتاب عن مجريات وصوله إلى كندا، وكيفية منحه التأشيرة التي تسببت له في أزمة سياسية استمرت ما يزيد على الشهر والنصف، مع التحقيقات التي أجريت في مجلس العموم الكندي، والعرض المسهب في وسائل الإعلام، وكيف قامت المعارضة الكندية باستغلال الموضوع ضد الحكومة.نبذة الناشر:لقد كنت أول من طالب الصديق الكبير السفير محمد المشاط بكتابة هذه "المذكرات، التي اعتبرها واحدة من أبرز الوثائق الدبلوماسية والشهادات الحية عندما كان الرجل سفيراً للعراق وممثلاً له في (عرين الأسد)، كما كانت تسمية هذه المذكرات لأول مرة، وبدا لنا واضحاً -من قراءتها- كم كانت للسفير محمد المشاط تجربته الدبلوماسية مع الساسة الأمريكيين الكبار والصغار، إذ كان في قلب المدفع وهو يدافع عن بلاد وادي الرافدين دفاعاً مستميتاً، وهو يحدثتا عن فعالياته ونشاطاته واتصالاته السياسية وتصريحاته الإعلامية التي اختزلها في هذا الكتاب.
سيار الجميل إقرأ المزيد