الوحدة والعلاقات الاقتصادية العربية
تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية
نبذة نيل وفرات:يتوالى في هذه الفترة من التاريخ العربي نشر مذكرات، تصور كل منها أحداث مرت من الموقع الذي وقف فيه كاتب المذكرات، مقرراً، ومنفذاً، ومشاهداً وشاهداً. هذه المذكرات كلها تتناول الجوانب السياسية من الصورة، بل الجوانب المثيرة من الأحداث السياسية. لكنها قلماً تلقي ضوءاً على الأحداث الأخرى، وفي مقدمتها الأحداث ...الاقتصادية. ومن المؤكد أن القرارات الاقتصادية، سواء ما تعلق منها بالسياسات الاقتصادية، أم ما تعلق منها بإعادة التنظيم الاقتصادي والاجتماعي، كان لها مكان الصدارة بين القرارات والأحداث، وكانت بالغة الأثر في مختلف التطورات، بما أحدثته من فعل ورد المجالات الوطنية، والقومية، والعالمية، وبما كان لها من نتائج وعواقب في مضمون الحياة.
ثم إن المذكرات تصور الأحداث، والمباريات التي دارت وتدافعت حولها، والقوى المتحالفة والمتصارعة في تلك المباريات. لكنها لا تصور مجموعات الأفكار والقناعات الكامنة خلف تلك المباريات، ولا مضامين الخيارات التي كانت مفتوحة أثناءها.
وقد يجوز اعتبار المقالات التالية نوعاً من المذكرات، بمعنى أنها تواكب فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية من زاوية الأحداث والخيارات الاقتصادية بالدرجة الأولى، معلقة عليها في أوقات حدوثها. لكنها مكتوبة من زاوية التحليل لا من زاوية صنع القرار. كما أنها تمثل مضموناً فكرياً طرح آنذاك، وربما كان له تأثير ما، لكن المضامين الفكرية لا تبرز على السطح إلا من خلال القرارات التي تجسدها. ومن هنا فإن المضمونالفكري قد يقع في ناحية ثم يأتي القرار من موقع مختلف، وقد يصعب الربط بينهما. ولقد تعارف التراث العالمي على أن ثمة تاريخاً موازياً لتاريخ الأحداث، هو تاريخ الفكر وله مسرح مختلف يظهر فيه أناس مختلفون. إذ قلما يجتمع الفكر والقيادة في ذات الموقع. ولقد ظل أمل أفلاطون في ملك فيلسوف حلماً بعيد المنال. وحل محله في أيامنا التفاعل الحر بين المفكر وصاحب القرار، من خلال النقاش والندوات، وفي إطار من الأمان وحرية الرأي. إلا أن القيادات العربية قلما تستفيد من مستودعات الفكر والرأي والتجربة. إقرأ المزيد