تاريخ النشر: 16/11/2007
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:في هذا الليل البري، البارد، والهادئ، والمخيف، والممكر بهدوء، كنت أسمعه يأتي خفيفاً من بعيد، كأنه صوت طائر محبوس، أو صوت لكائن آخر لا أعرفه، لكنه صوت أنيس، يشبه الموسيقى أحياناً، وأحياناً يشبه الرنين البعد. أسمعه الآن، بعد أن ترجلت من سياراتي التي هوت في منحدر صغير وسط براري ...المدينة القريبة، حيث كنت أبحث عن مخيم غامض الملامح. أغلقت أبواب السيارة بعد أن أضأت نورها القصير ثم مضيت، تجاه ضوء بعيد وشاحب، يظهر أحياناً ويغيب فجأة. ظللت أسير وسط الظلام على أرض مظلمة، ورطبة لا زالت تستقبل مطرها الخفيف، وحولي ذلك الصوت الذي يأتي من كل الجهات موسيقياً وعذباً، يرن في أذني الآن بقوة، صوت أليف ومميز وسط هذا الضياع الغريب، حتى إنني لا أعرف اتجاه المدينة، رغم الأضواء البعيدة والباهتة التي أراها تنبعث أحياناً من كل اتجاه، وتختفي فجأة وكأنها شهب دخلت في لعبة مسرحية مع (خوفي) الذي لم يبلغ منتهاه، لكنه لا زال ممتعاً ومنتظراً أو متحفزاً أو مندهشاً. مشيت مسافة نصف ساعة تقريباً، حتى أضعت أنوار سيراتي، ولا زال الصوت الخفي يتبعني، مع صوت المطر على الأرض الرطبة، والهواء البارد يضرب صدري ضربات متتالية، حتى بدأت أشعر أن حلقي صار أكثر جفافاً وخشونة، مع إحساسي بالدوار، وخطواتي أصبحت أقل اتزاناً، وبدأت أتحدث مع نفسي وأنا أضرب الأرض الممطورة بقدمي الرخوتين، حتى عاد صوت الطائر المحبوس، قادماً، ربما من البعد، يضيء ظلام الوقت والمكان والروح والأسئلة والخوف".
قصص قصيرة يجمعها همٌّ واحد، الإنسان وصراعه مع نفسه ومع الحياة. يسوقها القاص ضمن أسلوب سلسل ولغة سهلة وعبارات ومعاني شفافة. يستمتع القارئ بتلك الأقاصيص وربما أحس في بعض الأحيان، أنه جزء من تلك الحكاية أو أنه حتى أحد شخصياتها.نبذة الناشر:سقوط حر لا ينتهي، مشهد طويل ومخيف إلى حد الاختناق العصبي في أشهر أفلام (ستانلي كوبريك): أوديسا الفضاء. هذا ما أحسست به وأنا أقرأ المجموعة القصصية الجديدة للكاتب السعودي فهد العتيق. المجموعة اسمها (أظافر صغيرة جداً) و صادرة عن سلسلة مختارات فصول من سلاسل الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتلك هي المجموعة الثانية التي تصدر لفهد ضمن هذه السلسلة المحترمة التي يقف عليها الكتاب المصريون أنفسهم بالطوابير، وأفضلهم حظاً من ينشر فيها مرة واحدة، ورغم نظرة الحسد عند الكثيرين أقول بصراحة: لو كنت مسؤولاً عن هذه السلسلة لنشرت كل إنتاج العتيق فيها، فالأصوات المتميزة والمواهب العميقة لا حدود لها ولا وطن، وللجمال شخصية دولية يرحب بها الناس في كل مكان، وهذه حقيقة قديمة تجعلها ثورة الميديا قضية مصير ومستقبل لوطننا العربي المسكين. إقرأ المزيد