التصفيات السياسية في العالم - الجزء الثاني
(0)    
المرتبة: 146,628
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:صدر عن الأمم المتحدة في نهاية عام 1985، وتحديداً في الأول من كانون الأول (ديسمبر) 1985، مشروع قرار دولي اعتبر الإرهاب بكافة أشكاله نوعاً من العمل الإجرامي، ولكنه يمنح حركات التحرر الوطني مشروعية المقاومة ضد المحتل دون أن يلصق بها تهمة الإرهاب، تبع ذلك مشروع قرار تقدمت به أميركا ...ووافق مجلس الأمن بالإجماع في 17 كانون الاول (ديسمبر) 1985، يدعو لإطلاق سراح جميع الرهائن وإلى إجراءات رادعة، ومن ضمنها الإتفاقات ضد أعمال الخطف، وتقرير حماية الدبلوماسيين، والقرار مهم للغية؛ إذ للمرة الأولى يحظى قرار بهذا الخصوص، بعد أن توصل مندوبا كوبا والإتحاد السوفييتي (سابقاً) إلى الإتفاق على المشروع، ببنوده العريضة، فقد جرت العادة على الإختلاف بشأنه بتأييد كل من القوتين العظيمتين، مما يدل على التوافق بالرأي حول موضوع الإرهاب.
إضافة إلى ذلك، فإن أميركا والإتحاد السوفييتي، السابق، متفقان بالعمل سوياً في حينه على مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، وهذا يعني أن الإتحاد السوفييتي دخل عملياً في سياسة مكافحة الإرهاب وعلى الطريق الأميركية؛ بعد أن ظل لسنوات طويلة بحجم عن إتخاذ أي موقف في هذا الشأن، ويعزي ذلك إلى أنه كان يعتقد بأنه (محصن) ضد عمليات الإرهاب التي كانت تتم بعيداً عن أراضيه ومصالحه الإستراتيجية، إلا أن ما حصل في بيروت من قتل وخطف للدبلوماسيين فتح الباب لهذه السياسة الجديدة.
هذه الخطوات تأتي في وقت تصاعدت فيه أعمال الإرهاب والعنف والتصفية السياسية، وباتت تنذر بمرحلة أشدّ خطورة في سابقاتها خلال السبعينات والثمانينات، وخطورة هذه المرحلة تنسحب على الأمن والإستقرار الدوليين، بعد أن أصبح الإرهاب الذي يمارسه الحاكمون في السلطة من ملامح عقد الثمانينات ولم يعد حكراً على الأفراد والمنظمات، وهذا أخطر أنواع الإرهاب على الإطلاق.
في هذا السياق يأتي هذا الكتاب الذي يضم تحقيقاً الذي بدوره يسلط الضوء على الإرهاب والعنف والتصفية السياسية في القرن العشرين، وذلك بهدف البحث بالتحديد في موضوع الإرهاب وتاريخه، والإغتيال ومحاولات تعريفه من جانب الأمم المتحدة والدول صاحبة الغرض من إستخدامه، ثم التوقف عند دور واشنطن وموسكو وكيفية تعاطيهما مع موضوع الإرهاب والتصفية السياسية، وكيف أن الثورة التكنولوجية الصناعية والإعلامية ساهمت في تشجيع النشاطات الإرهابية، ومحاولة تقديم عرض مختصر لأبرز الحركات والمنظمات اليسارية واليمينية والتحررية في العالم، بهدف التعريف بها ومدى علاقتها بالإرهاب، والعنف السياسي؛ خصوصاً الحركات العنصرية الصهيونية والغاشية الجديدة، ثم قوائم عمليات الإختطاف والإغتيال والقرصنة التي توزعت على عدد من القطاعات لتبيان مراميها وما نتج عنها، وما هي السبيل التي لجأت إليها الدول الأوروبية وأميركا في مكافحتها للإرهاب، وذلك كله في إطار محاولة موضوعية لدراسة ظاهرة الإرهاب والعنف السياسي في حجمها الطبيعي دون اللجوء إلى الإنارة، أو المغالاة في التوصيف والتحليل والإستنتاج. إقرأ المزيد