الأعمال الشعرية - عباس بيضون
(0)    
المرتبة: 12,520
تاريخ النشر: 20/09/2007
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"من يصدق ذلك النهار الذي انقضى مرصعاً بالحشرات والذي ظهر في قمته محاطاً بآلهة مديدين كان المغربي أجملهم. لكننا بعد قليل سنقرن زوجين من الزيزان، واحداً ذهبياً إلى آخر فضيّ ونتركهما يسيران وسط الملح إلى المدخل، ولن نترك النمل يتخبط أكثر في الدقيق. سنأكل وروداً كبيرة وجذوراً بعث على ...النعاس. ألنَّوم الذي كنا نتنشقه وهم يكسرون أعواد العَيْزَقان والزوفا. وكم كرهنا رائحة الحساء أيضاً، وتلك الأيدي الراقية التي تتحتم فوق جباهنا في الليالي التي تنقضي تحت رائحة الحساء وماء الأرز. سرعان ما كنا نتخلص من ألم لسعة النحل، وهذا العقرب الذي فاجأني تحت الحجر في حين كنّا نسحن الأم أربعٍ وأربعين ونبحث عن الأعشاب السامة لنخيفها. أطباق الورد كبير، كانت غالباً وجوه عمّاتٍ بهيّاتٍ يراسلننا من بعيد، وأعمام خالدين هم الأكثر شقرة والأكثر اخضراراً عينين، نراهم بين الآلهة التي تطل على المنحدر ونحدس أنهم يلدوننا هناك على القمة. كنّا نسل هؤلاء المنقطعين خلف النهر. لم نولد من هذه العجفاء التي ندخل في ثوبها كلما نهضت عن الغسيل. لكنّي سقطت غالباً من ذقن أبي المربعة. في حين أن وجهه الأكثر نحتاً لم يعط لأحد. علبٌ دائماً، علبٌ لنقيم فيها، وليقيم أصهارنا وربناتنا، علبٌ للقبطان والضيف والعريس وللجنة التي سرقناها من على القبر. وسنجعل هناك حجرات لحشراتنا ذات اللمعان. أما الملح الذي في جيوبنا والكبريتة التي أخفيناها فسنصنع منها ناراً بحجم الجبل وستنتشر من نوافذنا".
من شعر عباس بيضون تأرجع بين الحضور والغياب بين الماضي والحاضر يولد مستوى آخر من العالم، وتولد مفارقة لكيان والكائن مقيمة في الاحتمال حيث الاحتمال نبع لعوالم بلا حدود. فجأة يفتح الغياب في شعره متاهاته البليغة، ويغدو الحضور اللغز الأبدي، تغدو الحياة الغائب المطارد، الوعد الدائم الذي يه يتكاثر العالم ويتسع، ومنه تتوالد الصور. عباس بيضون يطراد السرّ الذي يجعل الماضي ساحة الحضور الأعظم ومحجة الخيال ومنبع الافتتان. إقرأ المزيد