قضايا القرصنة التجارية والصناعية والفكرية - الجزء الأول
(0)    
المرتبة: 125,818
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: منشورات الحلبي الحقوقية
نبذة نيل وفرات:تعتبر الملكية الفكرية حجر الزاوية في أي صرح حضاري، فهي الفكر الذي تستند إليه الحضارات، وهي باعث النهضة في أي زمان ومكان. وقد عبر عن ذلك البعض بقوله أن الملكية الفكرية هي وحدها المسؤولة عن الترويج للتنمية الثقافية والتكنولوجية.
وقد تواترت الحضارات المتعاقبة في شتى بقاع الأرض على أن ترمز ...لنفسها برسوم ونقوش وقطع فنية تدوم مع الزمن، حيث يسر العلي القدير لهذه الآثار أن تبقى مشيرة إلى صاحبها ودالة على عظمته وخلوده.
وليس الأمر مقصوراً على الرسوم والنقوش والقطع الفنية بل تشمل الملكية الفكرية أيضاً الإبداعات الجديدة التي تجعل الصناعة بالمعنى الواسع سنداً لكل حضارة، فتعددت المواثيق الدولية التي تحمي الإبداعات المستخدمة في الصناعة بكل مجالاتها، فتحدث عن براءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية وغيرها.
وقد استقر الرأي على شمول الملكية الفكرية لطائفتين من الحقوق يجمع بينها جميعاً أنها لا ترد على المادة بل ترتبط بالفكر غير الملموس، الأولى هي الملكية الصناعية وثانيها هي الملكية الأدبية والفنية.
ويتأمل المؤرخ حقوق الملكية الصناعية التي بدا تنظيمها دولياً باتفاقية باريس عام 1883 فيجدها لا تخرج عن الحقوق على براءات الاختراع، والرسوم والنماذج الصناعية، والعلامات التجارية والمؤشرات الجغرافية، والمعلومات غير المفصح عنها والأسماء والعناوين التجارية والمنافسة المشروعة.
بالمقابل نلاحظ أن الملكية الأدبية والفنية تتسع لتشمل كل مصنف مبتكر في الآداب والفنون والعلوم، ومن أمثلة المصنفات المشمولة بهذه الحماية نجد الكتب والرسوم والتماثيل والنقوش وبرامج الحاسب وقواعد البيانات.
ونفرق عادة بين معيارين لحماية الأولى الابتكار وهو شرط لحماية المصنفات المشمولة بالحماية بالملكية الأدبية والفنية، والثاني هو الجدة وهو شرط للحماية في مجال الملكية الصناعية، ويميز الأول أن استحداث مما هو موجود، أما الثاني فهو استحداث من عدم.
ولعل من أهم ما يحظى باهتمام العامة والخاصة وهو العلامة الدالة على صانع أو تاجر أو مقدم خدمة. وإذا كان الصانع هو من يصنع المنتج والتاجر هو من يطرحها للتداول، فإن مقدم الخدمة هو من ليس بصانع أو تاجر بالضرورة، فقد يكون تاجراً مثل الفندقي أو مهنياً كمحاسب أو محام.
ومن هذا المنطلق نجد أن العلامة قد حظيت بتقدير العامة باعتبارها رمزاً للثقة، فينظر غليها المستهلك نظرة احترام وتوفير، فهي مرادفة عنده للجودة، ومن ثم فهي تعتبر جزءاً أصيلاً من السمعة التجارية.
ومن هنا تكمن أهمية هذا الكتاب الذي يضم باقة فواحة من المقالات والأبحاث التي جمعها الأستاذ سمير في كتاب لم يسبقه إلى مواضيعه أحد والتي عرض فيها عصارة جهده وخلاصة أفكاره فجاء كتابه (قضايا القرصنة التجارية والصناعية والفكرية) جامعاً شاملاً سهلاً ممتنعاً يستفيد منه كل من اهتم بدراسة القانون وعمل في مجاله من رجال الفكر، كما يمكن الإفادة منه لمن يعمل في النشر وله إلمام في قضايا العلامات الفارقة والمحافظة على الملكية الأدبية لحمايتها من القرصنة والتقليد. إقرأ المزيد