تاريخ النشر: 01/07/2006
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"هاج البحر وماج داخل عروقي، وانتقلت جروحي إلى أيام غربتني، سنواتي لم تكن بدورها غير امتحان من نوع آخر، دروس متشابكة بين الخوف والأنانية والظلم والمهانات والأسى، دروس غريبة لا أعرف النجاح فيها تتربص بي ما بين الحب والمصائب والحرية واقتناص مجد أعرف أنني لا أستحقه، كم رجل في ...هذا العالم أفضل مني، كم رجل على هذه الأرض أقوى مني؟ لا بد أنهم بالمئات، وهذا غرور طافح أن أقول (بالمئات) ولا أرفع النسبة إلى نهاياتها، والغرور يشبه الطفح الجلدي والفطريات، إذا أصابك مرة فلا شفيع لك، والإنسان عند المصائب لا يفكر في أحد سواه. لا أبواب لهذا البيت، أخبرتك سيدتك أن لا أبواب لهذا المكان الذي نحن فيه... أتعلم الليلة منك، بعد سنين من اللهو والغباوات والبراءة، كيف أسحب الساحر والمحتضر والضمير القديم، إلى حبل من الطمأنينة وأخفي نفسي بينهم أو أخفي جسدي معهم، لم أعد أفهم كيف أفسر أفعالي ما بين هياج وهياج، ما بين موج ومود، تلك مشيئة النسيان، أنني أصبحت خادماً لمستقبل لا أراه، لا أريد أن أهجر البحر ولا الوطن المزروع في لحمي، ولكنني مرغم على النجاة بنفسي، لئلا يذبل عقلي (بينهم). لا أريد أن أفارق أغنية أقول فيها بأنني أحببتك ذات صيف أو جننت بك ذات شتاء، لا أريد أيتها الروح الكثيفة الساحرة أن أقول كيف أموت ولا أحد يعلم سرك المستحيل معي، ها أنا كما ترون أكتب مسودة الرواية، لكنني سأعترف بأن الرواية كما أريدها لم تبدأ بعد".
هناك المئات مرّوا في حياتنا ونحن نقرأ.. ترى من بقي منهم في أعماق النفس؟ من بقي مهم في الذاكرة؟ ولماذا مات المئات يوم موتهم وما يزال البعض حياً برغم رحيله منذ مئات السنين؟ ليس من سبب سوى أنهم من غط المغامرين، ذاك النوع الذي يقول ما كان يريد قوله، ويكتب ما كان يريد أن يكتبه، دون أن يتعكز على سيادة النقد أو يخاف في الحقيقة لومة لائم تلك هي فلسفة الروائي عبد الستار ناصر في روايته هذه والتي يصفها بقوله بأنها "على جانب من الجرأة". هي تحكي قصة شاب عرف مرارة الغربة ومرّ بتجارب عديدة فكان خلالها وكأنه على فراش من الموز ينزلق منه على أرض تضحك من جنونه ومنه، ونصف ذاك النصف مرّ تحت سقف رمادي من الترهات والمعتقلات والكتابة التي ازداد بها إفلاساً بعد كل كتاب يصور له في بغداد أو القاهرة أو بيروت. إقرأ المزيد