تاريخ النشر: 01/04/2006
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:للأمكنة والشخصيات دلالات خاصة، أراد لها الكاتب أن تنسج ملامح عالمه، الذي يتألف من عوالم صغيرة، يقوم كل واحد منها بمنأى عن الآخر، فحارة النعيم، حيث رائحة البحر والشاطئ، وباب القبلة، والبصرة والروضة الحسينية تمنح الرواية بعداً يختلط فيه الطقس الديني بالموروث والأعراف القديمة "كان فرس الإمام ذو الجناح ...يصهل في وجهي، وكنت نائمة. فتحت عيني، وجدت الفرس الأبيض يزفر من هياشيمه عطراً دافئاً ففهمت أنها رائحة دام الإمام".
والرواية تعج بمثل هذه الإيحاءات التي تعكس ما هو راسب في أعماق الشخصيات التي جعلها المؤلف لصيقة بالواقع. "ناد علياً مظهر العجائب.. تجده عوناً لك في النوائب.. كل هم وعم سينجلي بولايتك يا علي يا علي يا علي".نبذة الناشر:كان عليه آن يشكو، كان لزاماً عليه أن يموت خارج شبه الجزيرة، وأن يختار أرض السواد لأن فيها خلوده، ولأن العالم كان يتخلق على قياس جسده ودمه وروحه. صارت الكلمات ثقيلة وهي تأتي بعد رحيله، لذلك اختار كلماته القصيرة. جملة وجيزة يقولها لجده، نبي الله وهو يهم على صياغة ما هو أقل منها، كان يدرك أن للمرء سيرتين: سيرة تحكيها أنفاسه وهو يدب على الأرض، وهي قصيرة بالتأكيد ومحدودة في سنوات عمره، يعرفها كل من عاش معه، أما الأخرى فهي السيرة الأهم التي تبدأ مع لحظات دفن الجسد، سيرة الحكاية وهي تتنقل مثل طيف في ثنايا الكتب وأبيات الشعر وسير التاريخ.
كان لزماً عليه أن يكون وحيداً، للفراغ في روحه، وهم يمسكون به وبأهله ويذلونهم، يحرمونهم من ماء النهر، ينحرون الرضع، ويرملون النساء. كان على المشهد أن يأخذ هذه القسوة ليبقى، ويؤول، وتضاف له الرزايا الضرورية والملحة، ولكن هل هذا كل شيء؟ هل هذا السبب الحقيقي الذي دفعه للخروج من المدينة؟ كان حملاً ثقيلاً عليه أن يحمله، ويدفع أهله ليحملوه معه وليحملوه معه ولنحمله نحن من بعدهم.
إنها هبة الذات التي تعني أن يطرح الحياة السابقة، ويذهب نحو السيرة الأهم.
أين ينبغي للحكاية أن تتوقف؟ أين لها أن تسير وتستمر؟ وأين مسيرتنا خلفه، وهو الذي سبقنا في الزمن، وسار نحو طريق يعرف نهايته؟ لذلك قال شكواه القصيرة التي باح بها لقبر جده، شكا، وفي الشكوى بوح وكلام. إقرأ المزيد