الفروسية الشرعية في الإسلام - لونان
(0)    
المرتبة: 60,626
تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار الكتاب العربي
نبذة نيل وفرات:للفروسية عند الأمم شأن خطير، ومقام كبير، كان اليونانيون يقدسون فرنسانهم وأبطالهم الذين اشتهروا بينهم، وكذلك الرومانيون كانوا يباهون بفحول فرسان الوغى كــ"هرقل" الكبير، وللفُرس عناية خاصة بالفروسية ولهم فرسان معروفون أمثال "رستم".
وكان للفروسية والفرسان عند العرب في الجاهلية المقام الأكبر والكلمة العُليا بين العشائر، كانوا يُسجِّلون بطولاتهم بأشعارهم ...فَتنشر بين القبائل ويُتغنى بها في سوق عكاظ في البادية والأمصار، وجاء الإسلام فأبان فصائل الفروسية ووجوب تعليمها لأطفاله ونشرها بين جميع الطبقات.
وكان سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم أفرسَ الفرسان، وأشجعَ الشجعان، ثم الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي وصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم بدر بقوله أشجع الناس أبو بكر، هذا وقد امتلأت كتب السنة بالأحاديث النبوية الحاثة على الفروسية والوصاية بها وأنه صلى الله عليه وسلم حضر مباراتها، وأن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم اقتدوا به عليه الصلاة والسلام ونفَّذوا أوامره بشأنها؛ وكان السباق في عهدهم على أنواع: وهو السباق بالأقدام، والمسابقة بين الخيل، والمسابقة بين الإبل، والمصارعة والرماية، وغير ذلك...
ولما كان للفروسية الإسلامية شأن كبير عند المسلمين طرق باب هذا الموضوع غير واحد من أئمة الإسلام الأعلام، فألّفوا فيها الكتب ودوَّنوا الرسائل؛ وقد ألف العلامة أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب المعروف بابن قيم الجوزية كتاباً سماه "الفروسية الشرعية في الإسلام" وهو هذا الكتاب الذي بين أيدينا وهو من أجل الكتب وأنفعها في هذا السياق، حيث أن المؤلف يذكر مسابقة الأقدام ثم يستدل بالحديث الشريف من أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بالأقدام، ثم يُعرِّج على المصارعة ويستدل بحديث المصارعة، ثم يأتي بالأحاديث الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم حضر تناضل أصحابه رضي الله عنهم، ثم يأتي بأقوال العلماء في هذه المواضع وإختلافهم فيها ويحققها أحسن تحقيق، وقد توسع في بحوث الكتاب توسعاً يشفي غلة الباحث وفيه أنواع من الكرّ والفرّ.
وفي الكتاب استطراداتٌ طريفة تهم المشتغلين بتاريخ الفقه الإسلاميّ، وفيه أيضاً تحقيقات في الحديث، وبحوث تتعلق بمسند الإمام أحمد لا توجد بهذا التوسع في سواه. إقرأ المزيد