تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:حين اكتملت الدائرة، وأقفلت حلقة من حلقات العود الدائري، ولدا معاً، خرجا من رحم واحدة، "إنسان" أحدهما شيخ لا ندري ما عمره والثاني طفلة صغيرة. كان الشيخ يحمل الطفلة بين ذراعيه، ينظر إليها ويبتسم: أما هي، فحين فتحت عينيها ورأته، بدأت بالصراخ. أخذوها من بين يديه، نظفوا جسدها من ...آراث الدم العالقة عليه، ألبسوها ثياباً وبالأحرى لفوها بنوع من القماش الأبيض ووضعوها في سريرها الصغير. كانت كل هذا الوقت تصرخ وهو كان ينظر إليها من بعيد ويبتسم، تلك الابتسامة التي لن تفارق وجهه أبداً. الرحم التي خرجا منها لم تكن رحم أمها، بل رحمها هي التي انفجرت كالبيغ بانغ الذي به انوجد الكوزموس وأخذ بالتمدد قبل أن يعود إلى الانكماش وتتراكم الحلقات العددية. بعد أن وُلِدت أصبح اسمها حياة، أما هو فظل من دون اسم لأن باستطاعته أن يحمل كل الأسماء، ميزته الوحيدة تلك الابتسامة، لذلك أصبحت حياة، فيما بعد تسميه المبتسم وهو لا يبالي لأن طبيعته تخوله الاستجابة لأي نداء. وضعوها في السرير فانبطح تحته، لا أحد يراه وهو لا يأتي بأي حراك أو صوت. كان مسالماً، همه الوحيد أن لا يفارق حياة لحظة واحدة. أن يرافقها كظلها الصامت المطواع. فرض عليها وهي لا حول ولا طول. في البداية لم تكن تراه جيداً ولا تدري بما يفعل، لكنها، مرور الوقت تغيرت وأصبحت تتعامل معه بسلوكات مختلفة. حين أطعموها نامت، فتركوها وخلت الغرفة من أي وجود وسوى وجودها. انسحب من تحت السرير وأخذ يضغط بيديه الكبيرتين على بطنها وعنقها، فانفجرت بالبكاء وتقيأت، اطمأن وعاد إلى مكانه حيث لايراه أحد، ودخل من أخذ يعالج الطفلة الصغيرة ببعض الأعشاب كاليانسون المغلي وغيره إلى أن هدأت وعادت إلى النوم. تلك كانت البداية بينهما واستمر المبتسم بإيذاء حياة إلى ان رأته. لم تره مباشرة، لكن حين نظرت للمرة الأولى إلى المرآة، لم تر وجهها بل رأته هو، رأت ظل طفلة صغيرة. لم تفهم يومها سر المرآة التي تعكس الصور، لكنها قبلت ما رأت وهكذا رأته وألفته وأصبح هو في الواقع، لا في المرآة، ظلها الذي أَنِسَتْ إليه وأصبح رفيقها الدائم الذي يغريها بابتسامته الساحرة.. لم تستطع يومها رؤيته وجهاً لوجه... لهذا السبب كانتنبذة الناشر:"انتهت المدرسة وبدأوا يترددون إلى البحر في مسبح الرمال، وحياة أصبحت مداومة بشكل مستمر بحيث لم تعد تلازم البيت إلا أيام حيضها الذي كان مؤلماً. أحياناً كثيرة كانت تذهب وحدها في الصباح الباكر، لماذا؟ باكراً تكون معه من دون رقيب، يلتقيان يسبحان قليلاً ثم يدخلان إلى الشاليه وهما بثياب السباحة، أي شبه عاريين، يقدم لها المشروب، يجلسها على ركبته ويبدأ في مداعبة شعرها ومن ثم ثدييها قبل أن يلتقي ثغراهما بقبلة تطول وتطول إلى أن تصبح حياة في شبه تلاش كلي، وقبول كلي لكل ما سيتبع". إقرأ المزيد