حين انطفأت شرفات اليهود في وادي أبو جميل
(0)    
المرتبة: 141,074
تاريخ النشر: 29/09/2025
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة الناشر:وقف الكوميسير إليا بصل، اليهودي الوحيد الذي وصل الى هذه الرتبة في السلك الأمني اللبناني، على زاوية في الجهة المقابلة لكنيس اليهود في بيروت، وطلب من عناصر فرقته الانتشار في شارع الوادي صعودًا حتى الطريق الفاصل عن منطقة القنطاري حيث القصر الجمهوري القديم. وضع قبعته العسكرية المزينة بورق الغار المذهب، ...كما هي حال قبعات ضباط الدرك، ثم أنزلها قليلا ً ليخفف وهج الضوء عن عينيه، ورفع رأسه ليتأمل شارع وادي أبو جميل، الذي يرتفع تدريجيًا كلما اقترب من شارع القنطاري، فوقع كله ضمن دائرة نظره. وإلى جانبه وقف الملازم عيتاني، ممسكًا بيده اليسرى عصا وضعها تحت إبطه، وقد لفّ كفّه المغطى بالقفاز الأبيض على رأس العصا الدائري، بينما ترك يده اليمنى حرة، مستعدًا لإلقاء التحية العسكرية فور تلقيه التعليمات الموكلة إليه من الكوميسير.
وقف الرجلان يراقبان مسيرة الشموع في عيد الحصاد أو عيد الخيم، الذي دأب يهود لبنان على إحيائه كل عام في شهر تشرين الأول (أكتوبر).
كان الحاخام يتقدم المسيرة بعد أن أحيا المناسبة في الكنيس، حيث
قرأ المقاطع الأخيرة من «أسفار التثنية»، وهو أحد الأسفار الخمسة
في «التوراة» ويُقرأ في هذه المناسبة تحديد ً ا. وخلف الحاخام مشى
شخصان يلف كل منهما حول عنقه شالًا أبيض، ويرفعان صولجانين
من الذهب أو النحاس، فيهما مزامير كُتبت عليها رموز مقدسة من بينها
أسماء الله والوصايا العشر، وإلى جانبهما حمل شاب لفافة نحاسية
كبيرة حفرت عليها تلك الوصايا والأسفار التوراتية. وعلى طول
المسار كان حاملو الصولجانين يحركانهما إلى الأمام وإلى الخلف،
مع انحناءة تواكب الحركة في الاتجاهين. وعلى الشرفات والأرصفة
المحيطة بالطرقات التي سلكتها المسيرة كان الناس من الطوائف
الأخرى، وغالبيتهم من المسيحيين، يقفون للمشاهدة. إقرأ المزيد