تاريخ النشر: 01/07/2005
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: ملغى من دار النشر
نبذة نيل وفرات:"عيون قذرة" رائعة الأديبة "قماشة العليان" تدور في فضاء روائي يجمع منظومة من القيم يتجاوز فيها الإيجابي مع السلبي، ويتفاعل العام مع الخاص، ويحتدم الصراع بين الخير والشر ويسقط فيه ضحايا كثر.
تتحدث الرواية عن سارة فتاة تقع ضحية مشاكل أسرية بسبب تفرق والديها وذهابها إلى أخيها في بريطانيا، واكتشافها ...لعالم جديد تعقد فيه مقارنات بين بلدها الأم وبين المجتمع الجديد.
هي رواية تجعل من الغربة حكاية تراجيدية بامتياز، فتتحول الأحداث إلى مختبر لمشاعر إنسانية وتجارب إنسانية شتى، صورت من خلالها الروائية حياة الناس في لحظاتهم الفردية، والجماعية، وأساليب عيشهم، ومشاركتهم في صنع الأحداث، فمن شخصيات الرواية من يشارك في صنع الحدث –زوجة الأب- ومن هو ضيعة الحدث –سارة- على أننا نجد بعض الشخصيات هي ضحايا البعض الآخر، والجميع ضحايا الظروف الأقوى التي لم يساهموا في صنعها –في إشارة من الروائية إلى أحداث (11) سبتمبر وتغير نظرة الغرب تجاه العرب والمسلمين "... يا عم كله بطاطس.. الأمريكان أولاد عم الإنجليز.. ونحن طلعنا أو نزلنا مجرد بضعة عرب.. يعني لا شيء.. لذلك فالتهمة ستطبق على رؤوسنا...".نبذة الناشر:"متى وقعت في حب فيصل الصغير؟ لا أدري.. لكن ربما منذ رأيته بين يدي الطبيبة و بشرته زرقاء، أشقر الشعر بعينين بنيتين بصفاء عجيب، حملته بيدي ملفوفاً بخرق بيضاء، يصرخ صرخات محمومة و:انه يدرك كل شيء.. فتح فاهه الصغير وكأنه يستنشق عبير أمومة سيفقدها إلى الأبد.. اعترتني رجفة ومست جسدي قشعريرة ألمتني.. أنه لا يشبه سارة بل على الأرجح هو صورة من والده.. لكنني أحسست بدم فيصل يكاد ينبثق من وجنتيه.. يده الصغيرة تتشبث بأصابعي، وكأنها تستحلفني بألا ألقي به في غياهب المجهول، وكأنها تقسم لي بأغلظ الإيمان ألا أتركه من أجل فيصل حبيب العمر وخدين الروح..
همست وعيناي معلقة بهذا الكائن الجميل: أرجو ألا تراه سارة فإنها ستتعلق به حتماً.. ذهلت الطبيبة كما أذهلني جمال هذا الطفل العجيب.. بيد أن ذهولي كان يخالطه حب غريب بدأ ينمو بين أضلعي، كنبتة صحراوية انبثقت من بين الصخور والرمال.. تضعف حبي له وازداد حينما أنت سارة قائلة: دعوه يموت.. دعوه يموت..
ضممته إلى صدري بقوة، وتمنيت لو كانت لي القدرة على حشره داخل حناياي فأحميه من كل مكروه.. ارتعبت من نظرة سارة التي وجهتها نحو الصغير.. نظرة مقت وألم وامتعاض ثم صرخت كلبؤة جريحة: لا أريد أن أرى هذا الطفل.. سألت الطبيبة بهمس وقلبي يخفق بقوة: إذا توفر للطفل أكسجين.. فهل سيعيش؟ اتقدت عيناها بلهيب النقود وهي تهمس: بالطبع.. لكن الأكسجين يحتاج لنقود و.. قاطعتها بصوت خافت حرصت ألا يخالط سمع سارة: أعملي كل ما بوسعك لإنقاذه وسأعطيك كل ما تريدين.. لكن طمئني سارة بأن الطفل سيموت قريباً.. أرجوك..
ثم وضعت في يدها مبلغاً من المال كدفعة أولى، وذهني يعمل في كل الاتجاهات.. ماذا أفعل بالطفل فيما بعد؟".
عيون قذرة للكاتبة والأديبة العربية قماشة العليان، إنجاز رائع وجميل وهادف، يجمع في دفتيه الأسلوب الرقراق والعذب، والأفكار الجذابة الموحية التي تعيشها مجتمعاتنا، في لحظات حياتها الفردية والجماعية، وتصوير خلاق وواقعي لنفسيات الناس ومشاربهم وأهوائهم وتصرفاتهم في علاقاتهم الشخصية واليومية، وممارسة نشاطاتهم وتبادل منافعهم، وهي عرض لمجموعة القيم التي ترسم العادات والتقاليد والأهداف والغايات، ذلك بمنهج حواري سردي مغر ومسل، دفاق بالحيوية، تلعب فيه الشخصيات أدوارها بخفة ودقة ومهارة، ويغيب وجه الكاتبة خلف الستار، دون أن تترك تأثيراتها الذاتية على مسيرة العمل الروائي، إنما تدع الأحداث تجري بسهولة ويسر، ويلعب أبطال الرواية أدوارهم بوعي وإدراك، فهي والحالة تستجيب لمتطلبات فكرنا وأدبنا العربي، وتمده بعمل روائي مميز. إقرأ المزيد