تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الإمام النووي هو الإمام يحي بن شرف بن حزام محي الدين أبو زكريا النووي نسبة لنوى من سوريا بمنطقة الجولان، ولد في شهر المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة من الهجرة، اشتغل بالعلم منذ صغره ورأى ليلة القدر سنة سبع سنين فتوجه إلى حفظ القرآن ومدارسة العلوم، فلما كان سنة ...عشر سنين كان الطبيان يكرهونه على اللعب معهم وهو يهرب ويبكي منهم ويقرأ القرآن، وهكذا حفظه وختمه وقد ناهز سن الاحتلام.
قدم به والده دمشق فسكن في مدرسة هناك وأقام بها سنتين لا يتقوت إلا بحرابة المدرسة بل كان يتصدق منها، ولما جلس إلى الشيخ إسحاق أعجب لشرحه وتصحيحه فجعله معيد الدرس بحلقته لأكثر الجماعة، فلما كانت سنة إحدى وخمسين وستمائة حج مع والده فأخذته حمى في الطريق فلم تفارقه حتى يوم عرفه وهو صابر، ولما رجع من الحج لاحت عليه إمارات النجابة والفهم...
ولم يزل يشتغل بالعلم ويقتني أثر شيخه المذكور في العبادة من الصلاة والصيام والزهد والورع وعدم إضاعة شيء من أوقاته، ولما توفي شيخه زاد اشتغاله بالعلم والعمل حتى أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً درسين في الوسيط، وثالثاً في المهذب، ورابعاً في الجمع بين الصحيحين، وخامساً في صحيح مسلم ودرساً في اللمع لابن جني في النحو ودرساً في إصلاح المنطق لابن السكيت...
وهذا ما أهله لكتابة وتصنيف العديد من المؤلفات الهامة والنفيسة، منها كتاب "المنهاج" و"الخلاصة من أحاديث الأحكام"، والمبهمات والأذكار... ورياض الصالحين، وهذا الأخير يعد من أحسن وأهم ما صنف "النووي" حيث أنه امتاز بحسب الانتقاد، وجوده الاختيار جمال الترتيب، وروعة التراجم واختصاره فيه على ذكر الأحاديث الصحيحة والحسنة من الكتب المعتمدة بحذف الأسانيد اختصاراً مع عزوها إلى مخرجيها من أصحاب الكتب المعتمدة.
فكان لباباً لذوي الأسباب سهل للباحث ونفع العالم والعامي وأتاح نشر السنة الأصيلة بين مختلف الطوائف، فكان لما فيه من إخلاص والنية وحسن القصد وجمال النفع، من أنفع كتب السنة وأيسرها متناولاً وبحثاً وترتيباً وتنسيقاً إلى الآن.
أما منهجه فيتلخص بما يلي أولاً: صدر الباب والذي قد يكون بالإخلاص وإحضار النية أو الصبر أو الوصية للنساء.. بالآيات القرآنية، ثانياً اتبعها بالأحاديث القوية الصحيحة المشتملة على ما يكون طريفاً لصاحبه إلى الآخرة محصلاً لآدابه الباطنة والظاهرة جامعاً للترغيب والترهيب وسائر أنواع آداب السالكين من أحاديث الزهد ورياضات النفس وتهذيب الأخلاق وطهارة القلوب وعلاجها وصيانة الجوارح وإزالة اعوجاجها وغير ذلك من مقاصد العارفين ويوشح ما يحتاج إلى ضبط أو شرح معنى قفي بنفائس من التنبيهات.
وزيادة في الإفادة، وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى الدكتور الحسيني عبد المجيد هاشم بشرحه، وتحقيقه فاهتم بشرح متن كل حديث ورد الإمام النووي في متن مصنفه رياض الصالحين، كما واهتم بشرح لغة الحديث وتبيان معنى كل كلمة جاءت به. إقرأ المزيد