المجتمع المدني العربي والتحدي الديمقراطي
(0)    
المرتبة: 136,787
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: تجمع الباحثات اللبنانيات
نبذة نيل وفرات:يختلف مفهوم المجتمع المدني باختلاف المنظور المستمد منه، فقد ساد تقليدان لتعريف المجتمع المدني: التقليدي الليبرالي والتقليد الماركسي. ويعود الفضل في بلورة المفهوم الماركسي للمجتمع المدني لأنطونيو غرامشي الذي رأى المجتمع المدني في سياق الحكم الرأسمالي كقوة تصادمية في مواجهة هذا الحكم (أو الدولة). غير أنه في غضون تفكك ...الاتحاد السوفياتي وفشل النظام الاشتراكي في العالم الثالث، ساد المفهوم الليبرالي للمجتمع المدني الذي يراه كمجموعة من التنظيمات المدنية تشكل حداً لتسلط الدولة واحتكار السلطة.
ويختلف علماء السياسة والاجتماع حول تعريف دور المجتمع المدني، حيث يتراوح هذا التعريف بين دور محافظ متشدد ينحصر بإنماء المواطنية وتوفير المصلحة العامة أو شبه العامة، ودور أكثر تسيساً وذي صبغة تحريرية تتناول الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان والمرأة والمهمشين، ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك، إذ يعزون إلى المجتمع المدني دوراً أساسياً في تغيير السياسات وفي أقصى الحالات تغيير الأنظمة.
ورغم الإجماع على إيجابية دور المجتمع المدني بين المثقفين والعلماء، هنالك من يبقى حذراً من هذا الدور وينسب له دوراً تشرذمياً وتفكيكياً للمجتمع. ويسري هذا الاختلاف في الرأي حول مفهوم المجتمع المدني على علماء السياسة والاجتماع العرب حيث يتخوف بعض المثقفين العرب من هذا المفهوم.
ويختلف علماء الاجتماع والسياسة أيضاً في نظرتهم لمستقبل المجتمع المدني في العالم العربي ويعتبر Peter Mansfield أن الشرق الأوسط ينقصه مجتمع مدني نابض ويعزو إلى غياب المؤسسات والمنظمات المدنية التي إذا وجدت تكون غالباً تحت تأثير السلطة أو الدولة التي تجعلها تفقد فاعليتها.
وهنالك من هم أكثر تفاؤلاً كـ Richard Norton الذي يرى براعم لمجتمع مدني نابض في لبنان ومصر وإيران. غير أنه لا ينتظر من هذا المجتمع أن يحدث انقلاباً في الأنظمة المهترئة التي يتوقع لها الانهيار من الداخل.
وبعيداً عن النقاش الفكري والفلسفي حول مفهوم المجتمع المدني ، يمكن اعتبار "المجتمع المدني" تعبيراً يشير إلى المجتمع في مواجهة الدولة، أو أقله المجتمع في ما هو متمايز عن السلطة: وهو يشمل الأحزاب السياسية عندما لا تكون في السلطة، النقابات العمالية ونقابات المهن الحرة، المؤسسات ذات المنفعة العامة والمنظمات غير الحكومية. ويشمل كذلك المؤسسات غير الرسمية والتي لا تبغي الربح، والأوقاف، والمجتمعات الاجتماعية والروابط والأندية...
فما هو دور المجتمع المدني في العالم العربي في مجال إحداث تغيير إيجابي وتحقيق الديمقراطية الحقة؟ وكيف تسهم هذه الفئات في زرع بذور الديمقراطية وتنميتها، والديمقراطية هي تحد، هي سيرورة لا تفرض من فوق ولا تستورد، بل تزرع وتنمو وتمارس في النفوس وعلى مستوى القاعدة.
في هذا المنطلق يهدف المؤتمر الذي عقد في بيروت بالتعاون بين الباحثات اللبنانيات ومؤسسة فريدريش إيبرت، إلى جمع ما أمكن من الباحثات والباحثين بهدف فتح حوار حول هذه الأسئلة، ومن ثم بلورة مفهوم المجتمع المدني العربي- واستطلاع خصائصه في مختلف البلدان العربية... ويهدف أيضاً إلى استطلاع المعوقات الداخلية المحلية، والعالمية لهذا المجتمع باختلاف عناصره... ومن ثم استشراف إمكانية تفعيله وآليات التفعيل...
ويغطي المؤتمر المحاور التالية: 1-الأحزاب السياسية في العالم العربي كآلية للمشاركة في بناء الحكم الصالح. 2-وسائل الإعلام وحرية التعبير وارتباطها بالسلطة والمال والعولمة. 3-دور المجتمع المدني في التنمية الاجتماعية. 4-إسهام المؤسسات التربوية في ثقافة التغيير وبأي اتجاه؟، 5-النقابات العمالية والمؤسسات المهنية والعدالة الاجتماعية (آليات الدفاع وحماية الحقوق)، 6-النخب المثقفة في العالم العربي والتيارات الفكرية... إقرأ المزيد