مذكرات مسافر ؛ رحلة شيخ الأزهر إلى أوروبة 1909 - 1914
(0)    
المرتبة: 8,028
تاريخ النشر: 01/09/2004
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر،
نبذة نيل وفرات:"مذكرات مسافر" هو العنوان الذي اختاره الشيخ مصطفى عبد الرازق ليسبق قراءة أوراق رحلته، حين وضعه على رأس ما نشره في جريدة السياسة وقد أعطى لكل مقالة عنواناً فرعياً. وإذا قارنا بين ما سردته المصادر عن الرحلة وما سجله قلم الكاتب نجد أن مسار الرحلة يبدأ في مصر، وفيها ...ينتهي. وما بينهما يسافر الشيخ مصطفى عبد الرازق بيم مدن مرسيليا وباريس وليوم وريفها وجرينوبل وإكس ليبان ولندرة (لندن).
ولغة الشيخ مصطفى عبد الرزاق في جدها والهزل تكاد تحسبها من الشعر ولعل تمهله في النشر بعد سنوات من الكتابة وأناته في تلك ما استطاع سبيلاً سبباً في أن النص الذي تقدمه "مذكرات مسافر" من النصوص الأدبية الرفيعة في أدبنا العربي، يقول طه حسين: كان شديد الإيثار للأناة... وكان لهذه الأناة أثرها في كتابته قانت لا تجد فيما يكتب معنى نافراً أو فجاً، لم يتم نضجه قبل أن يعرب عنه. وأنت لا تجد فيما يكتب لفظاً نابياً عن موضعه، أو كلمة قلقة في مكانها؛ وإنما كان كلامه يجري هادئاً مطمئناً كما يجري جدول الماء النقي، حتى يداعب صفحته النسيم.
ومن استشهاد الشيخ مصطفى عبد الرزاق بنصوص شعرية كثيرة لأبي تمام، والمتنبي والشريف الرضي وابن الفارض، نلمح فيه تلك الروح العاشقة للتراث العربي، ونعلم من سيرته كيف أنه ترك الشعر، بعد أن وصل فيه إلى مرتبة مرموقة، حتى أنه كان يرثي ويمدح شعراً، ولكنه لم يشأ أن يجمع ما تفرق من قصائد وهي كثيرة. ولم يشأ شقيقه الشيخ علي عبد الرزاق أن يفعل ما أبى الراحل فعله.
وإذا كان ذلك حديث اللغة كما يراها طه حسين عند الشيخ مصطفى عبد الرزاق فإن مناحي أخرى في رحلته لا تقل أهمية عن السلاسة التي يكتب بها، والوضوح الذي يتوخاه. فقد أراد أن تكون مذكراته قراءة للآخر المخالف لنا في العلوم والآداب والفنون والسياسة والاقتصاد والمجتمع، وما أراه إلا مصيباً في ذلك كله، ناجحاً في عقد المقارنة إذا صحت، واستشفاف المطابقة إن وجدت، واستنباط الدروس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
فهو يقارن بين رحلة البر وسفر البحر. ويقارن بين مشاهد باريس وأحوال لندن. ويقارن بين حياة مدينة ليون وريفها. ويقارن بين الثقافات في الشرق وتلك التي في الغرب. مثلما يقارن بين الأطعمة والمشارب والعادات والتقاليد، وبين الشرطي في مصر وبريطانيا، والنادل على نهر النيل ونظيره على نهر السين. حتى تصبح الرحلة بمثابة قراءة سوسيو-ثقافية لمجتمع يزوره دارس للفلسفة، مبحر في التراث، ومعتدل في الفكر.نبذة الناشر:"باريس عاصمة الدنيا، ولو أن للآخرة عاصمة لكانت باريس! وهل غير باريس للحور والولدان والنيران، والصراط والميزان، والفجار والصالحين، والملائكة والشياطين؟!"
بهذه العبارة ودع شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق باريس التي أقام فيها سنوات، ودوّن خلالها يوميات وانطباعات عن الحياة الفرنسية. لا شك أن أفكار هذا الشيخ المتنور امتداد لأفكار زوار باريس منذ القرن التاسع عشر. لكنه استطاع بما امتاز به من نظرة منفتحة على الآخر محتفية بالاختلاف، أن يبرز كثيراً من أعلام عصره وأقرانه الأزهريين خصوصاً، فليس في يومياته هذه أي تحيز أو تحزب أو مغالاة في الانتماء للذات، وإنما لقاء لمختلف الجنسيات والأديان، وموقف ينم على اعتدال يضيء مواقف المغايرين له.
في باريس تعلم الفرنسية، وحضر دروس دور كهايم في الاجتماع، ودرس الآداب وتاريخها. وفي مدينة ليون حضر دروس جوبلو في تاريخ الفلسفة، وتولى تدريس اللغة العربية في كلية ليون، واشتغل مع إدوارد لامبير في تدريس أصول الشريعة الإسلامية. إقرأ المزيد