صورة الحبيب بين المقدس والدنيوي في شعر عبد الله باشراحيل
تاريخ النشر: 01/09/2004
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:لعل جعل فكرة "صورة الحبيب بين المقدس والدنيوي" عنواناً للكتاب يتأتى، بادئ ذي بدء، من توفر هذا المفهوم في شعرية الشاعر السعودي عبد الله باشراحيل، في المقام الأول. ثم ما سيقرأ القارئ الكريم، في هذه البحوث والدراسات، من انتشار مرجعي اعتمد عليه انقاد والباحثون لمصطلح ومعنى عنوان الكتاب: "المقدس ...والدنيوي".
وأول الكتاب دراسة قيمة، كباقي الدراسات الأخرى المتواجدة فيه إلا أن فيها إشارة على التناص الشعرية كمفتاح قراءة وتمحيص. هذا يرد في بحث الدكتور عبد السلام المسدي عندما يتحدث عن المدى الذي بلغه التناص من "حيث هو تناسج داخلي"، في شعر باشراحيل. هذا بالإضافة إلى عدد من الجوانب القيمة الذكية التي أشار لها المسدي، يراها القارئ في مكانها, منها العوالم التي يمكن تقسيمها إما إلى مقدس أو دنيوي.
مرجعية المصطلح، في النقد، نراها في بحث الدكتور محمد نجيب التلاوي. فقد أسس بحثه بالكامل على فكرة "التناص" في ديوان للشاعر يحمل اسم "أقمار مكة". كما أن تلاوي أشار وبتعمق إلى جانب قلما يشير إليه الباحثون وهو الجانب الملحمي-الدرامي في شعر باشراحيل، من خلال الكشف عن بنية التناص، الشعرية والتاريخية واللاشعورية.
في الجزء الأخير من الإشارة عند البعد الدرامي نجد مقال الناقد عبد الرحمن بن حميدي المالكي، حيث خصص جوهرها للكشف عن تعدد الأصوات الدرامي المنشأ والذي يتشكل من: صوت الشاعر. وصوت المجموعة. وصوت الناسك. كما ورد في المقال المذكور أثناء تحليله لقصيدة "أثمار الحب". ففي مثل النصوص التي اختاروها موضوعاً لدراستهم نستطيع أن نتبين المعنى الذي تقصده رأفت السنوسي مؤلف ذلك المبحث: صورة الحبيب بين المقدس والدنيوي.
من جهة أخرى نجد التناص الشعري الذي تخذ أكثر من معنى، ومن معانيه التطبيقية المباشرة ما يذكره هارولد بلوم في كتابه "قلق التأثر" حيث يشير إلى احتمال النص (الحي) نصوصاً أخرى، هي اللغة والنموذج والموروث، فإن هذا المعنى ربما الذي دفع عبد الحكيم محمد لدراسة المستوى الوطني-السياسي في شعر باشراحيل، وقد عدد في بحثه أغلب الممارسات الشعرية ذات المحتوى الوطني في دواوين الشاعر السابقة. ونعلم أن فكرة الوطن ذاتها تنقسم إلى مقدس ودنيوي، على الأقل في حالة "الشهادة" مثلاً.
في الاتجاه ذاته وأن ابتعد عنه بعض الشيء نقرأ البحث القيم للناقد محمد سمير عبد السلام الذي لا يرى إمكاناً لفصل "أسئلة الهوية" عن رؤى الشاعر، لهذا فهو يميز في دراسته النظام والذات المتكلمة، في تقسيم نقدي عميق لا ينفع وحسب في الإضاءة على تجربة الشاعر، بل بترويج مفاتيح نقدية على درجة كبيرة من التعمق والفاعلية.
في الكتاب قراءة للكاتب رمزي عبد الدايم عن كتاب "المعنى والمضمون" في شعر عبد الله باشراحيل للناقد عهد فاضل. ويشرح مؤلف المقال الأبواب والفصول التي أظهرت جزءاً من العوامل الجمالية والفنية لدى الشاعر. فإن كان الأساس في الكتاب، عنواناً وسواه يظهر في "المقدس والدنيوي" فإن كتاب فاضل قلب هذه الثنائية إلى:معنى ومضمون، حداً بحد. وكذلك مقال لعهد فاضل بعنوان "وحدة الشعر والتمرد" يعرض فيه لبعض الجوانب الفنية في شعر عبد الله باشراحيل.
إلا أن أكثر ما يستلفت الانتباه هو اجتماع النقاد، بالمصادفة، ليس على موضوع التناص الشعري وحسب، بل على موضوع الاستشهاد الشعري. إذ سيلمح القارئ كثيراً من الأبيات الشعرية المشتركة بين النقاد والتي اختاروها من شعر باشراحيل. مما يعزز، مرة أخرى من محورية ونضج تجربة الشاعر بل تحولها إلى نموذج جامع في الشعر العربي المعاصر... إقرأ المزيد