امتحان عام أم استغفال للرأي العام؟؟!
(0)    
المرتبة: 309,764
تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يسعى هذا الكتاب ليكون بمثابة بيان للقراء والناس كافة، يحضهم على السعي والعمل لوقف التدمير التربوي، والاجتماعي، والثقافي، و الاقتصادي، والسياسي، والإنساني، للامتحانات العامة، بأشكالها وأنواعها، كما يتجلى بسقوط مئات الآلاف من المتقدمين إليها فيها، في البلدان العربية كل عام، وفي خيبة الأمل أو الشقاء الذي يصيبهم وذويهم جرائها ...والتي تحفيها النسب المئوية وتطمسها.
مع أن الطلاب والطالبات يمضون نحو تسع سنوات قبل امتحان الشهادة الإعدادية أو الشهادة المتوسطة في بعض البلدان، ونحو اثنتي عشرة سنة قبل امتحان الثانوية العامة في جميع البلدان العربية، وهم يخضعون لمئات بل آلاف الامتحانات المدرسية: اليومية، والأسبوعية، ونصف الشهرية، والشهرية، والشهرينية، والفصلية، والسنوية، في جميع المواد وفروعها ينجحون ويترفعون في ضوئها من صف أو فصل إلى صف أو فصل أعلى، ومن مرحلة إلى مرحلة أعلى، ثم يأتي ما يسميه بعض المربين بامتحان الطلقة الواحدة ليصيبهم في مقتل، (فيسقط) نصفهم أو أكثر فيه، (وقد يساوي عشرات الألوف)، مع أنهم ليسوا مسؤولين وحدهم عن نتائجه، ويوجد بينهم من "الموهوبين والعباقرة" ما يساوي أو يزيد على عدد هؤلاء بين الناجحين، لأن الامتحان لا يرقى إلى مستوى الذين يفشلون فيه ولا يكشف عن قدراتهم ومواهبهم وعبقرياتهم.
والحقيقة إن الامتحانات العامة بأشكالها وأنواعها، قرار سياسي (واقتصادي) أكثر منه قراراً تربوياً، وإلا ما لجأت الحكومات إليه لجعل عدد الملتحقين بالكليات والجامعات في حده الأدنى لأن كل طفل سوء أي غير مصاب بعوق عقلي ثابت، يمكن أن يتعلم وينجح في المدرسة والدراسة إذا أتيحت له الفرصة المناسبة والظروف المؤاتية.
وبالعودة لمضمون هذا الكتاب نجد أنه جاء محتوياً على دراسة تهدف إلى إجلاء الهدف الكامن من خلف الامتحانات الرسمية، وتوضيح أبعاده الظاهرة والخافية، وفيه أيضاً دعوة إلى إلغاء الامتحانات العامة بأشكالها وأنوعها. وإلى عدم إخضاع الأطفال لاختبارات الذكاء منها وذلك لفسادها وعدم فعاليتها في النظام التعليمي العربي، وهنا يتوقف الباحث عند هذه النقطة موضحاً أن أنظمة التعليم في البلدان العربية منقولة في شكلها وجوهرها عن النظام التعليمي الصناعي الطبيعي الاستعماري في الغرب، وهذا النظام لا يتناسب مع أهدافنا التربوية العربية.
في البداية بين الباحث عيوب الامتحانات العامة بأشكالها وأنواعها، ويوضح كيف تقصر عن خدمة الأهداف النبيلة والسامية للتربية والتعليم، بحيث تقطع الطريق على فلاسفة الامتحانات العامة بأشكالها وأنواعها، أو الداعين إليها، والمتمسكين بها ببيان فسادها في الحكم النهائي على الطلبة الممتحنين بها، وما يمكن أن تقوم به المدرسة بغيابها أو في حالة إلغائها.
بعد ذلك يقوم بتقديم عرض موجز لتاريخ اختبارات الذكاء في الغرب، موضحاً ما اعتروها في تزييف وألاعيب، ومن ثم يقوم بتفسير جملة لطالما رددها آلاف الأهالي وهي "أريد مدرسة جيدة لابنى" وهنا يشرح المقصود بمدرسة جيدة وذلك بالاسترشاد بآراء العديد من أساتذة التربية والفن، بعد ذلك يقوم بطرح مشكلة يعاني منها العديد من الطلبة الذين يوسمون في مدارسهم تعابير مؤذية كتلميذ يعاني من مشكلة، استراتيجياته محدودة... قائلاً أن هذه التعابير وغيرها هي التي تؤدي ببعض الطلاب للامتناع عن الذهاب للمدرسة. وهنا يؤكد على أن هؤلاء الأطفال ليسوا بحاجة إلا لوقت أكثر من زملائهم وبالتالي إذا ما أتيحت لهم الفرصة سيلحقون بهم وربما يتفوقون عليهم لأن ليدهم قدرات خفية بحاجة إلى وقت للظهور وهذا هو عيب المدرسة لا تعطي التلميذ الوقت الكافي.
بعد هذا يتوقف عند مسألة دمج المدرسة المهنية بالأكاديمية ويجب بالتالي على سؤال هو: هل تدفع الامتحانات العامة باتجاه اكتساب الطلبة لهذه المهارات والكفايات وهل تستطيع قياسها بالقلم والورق أم بالملف أو الآراء؟ وأخيراً يتحدث عن الإبداع والابتكار محدداً مفهومها والشروط الواجب توافرها ليقال عن شخص ما أنه مبدع وذلك عبر استشهاده بآراء لعديد من علماء التربية والنفس في هذا المجال. إقرأ المزيد