الأعمال القصصية - عبد الرحمن مجيد الربيعي
(0)    
المرتبة: 102,980
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"سأنتزع كلماتك المجنونة يوماً لتتدفق كالنهر في خضم سبات شفتيك الطويل، سأحاول، وأنا أعلم أن بسمتك الصاحية لن تكون لي برهة، أتطاول أنا الملوث الماضي... من يعرفني يعرف مارقاً صلفاً لن يوغل في تياره قارب حبيبين، واحداً من أولئك الذين عاشوا التسكع حتى العظم، لكنهم كانوا يجتازون الأسوار دائماً، ...نبعوا من وسط الوحل علهم يكونون أشجاراً عالية تهنأ في دفئها الطيور... أذكر أنك قد جئت لي ذلك اليوم تحملين ساقاً ثالثة، رصفتها مع ساقي فهرولت بها وكنت فرحاً مهووساً ولحقا بي كلب أبتر وضعني في ساقي الجديدة فأخذ قطعة من لحمها وجرى.. أعطني لحمي. وكان يهرول مثل أنفاس زوجك الشيخ... كيف أمضي بساق ناقصة؟! الساق كلها زائدة، غيرك يمشون بساقين فقط: حبيبتي وهبتني إياها لأتبختر بها كدراجة طفل. وأنا الجائع! من لي؟ إلى سقر. لا.. ترفق بي، لم أنعم بها طويلاً. ثم هرول بعيداً. أخرجت المنظار فلمحته ينعطف كالغيمة في زقاق بعيد، وانتحبت. وأنا هنا يا من هويتك عمرا، تنثنين بمشيتك، وعيناي تسمران عند كتفيك العامرتين وهما تهتزان عند قهقهتك المدللة الهامسة،.. ها ها، هيا لنتمش وثياب القديسين تحليك ببياضها الطيفي، وأنت تتمشين مع رفيقتك. هل شاهدت فيلم السهرة؟ كان رديئاً... أدخل مطبخ الدار، أجد مكانها خيزرانة طويلة، أشاهد قطعة نائمة فأوقع بها ضرباً، تصرخ بي: أنت تظلمني! لقد أخذ الكلب قطعة من لحمي... الكب عدوي المزمن.. كذابة، لقد بدأتما تتآلفان! وتهرب القطة وألحق بها، ساقي العائبة أحملها على كتفي، ظننت أن بها سيسهل جريي ويقل لهاثي... الكلب الخسيس! لو وجدته لعضضته... ومضيت، تذكرت في الدرب أن أبي قد قال لي يوماً وهو يضربني على قفاي بعصاه الملساء: لا تعشق حتى لا تصبح سجين إنسان آخر".
أعمال عبد الرحمن مجيد الربيعي القصصية تلك توحي باغتراب الروح وبانثلام النفس وبابتعاد الذات. فرقة أثيرية بين الروح والجسد... واسترسالات انبعاثها من معاناة حياتية تزخر بكمٍّ هائل من الشجن. يطويها الكاتب تحت جنحي كلمات تضج بمعان مغرقة باستشفافات فلسفية. وبتهويمات شاعرية تأخذ أبعاداً ترحل بالقارئ إلى عوامل حيّة حيناً خيالية أحياناً إلا أنها دائماً وأبداً تقنعه بأنه لا زال في الحياة متسع للحياة، وما زال في جعبة الإنسان الأديب الكثير من الإبداع. إقرأ المزيد