تاريخ النشر: 27/04/2009
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:تتحدث هذه الرواية عن العراق في مرحلة الحرب العراقية الإيرانية، من خلال الإضاءة على حياة مجموعة من المثقفين تمزقهم الهموم والأشجان، يتساءلون في ظل القصف والقصف المضاد بين إيران وبغداد، عن فحوى واقع لا يشبه ذواتهم ولا يعبر عنهم، وبعيداً كل البعد عن منطقهم ومشاعرهم وعن كل ما يمت ...للقيم الإنسانية بصلة. كيف يتعايشون ويتعاملون، وكيف يخبئون ما يفكرون به وما يسعون إليه، وأين تذهب أحلامهم وأمانيهم؟ وكيف يدافعون عن إنسانيتهم؟ وهل يكتفون بما قاله أحدهم: "سنقاضي كتائب الإعدام هذه بالشعر، سنكتب شعرا يكشف الجريمة". قلة منهم، خارج سربهم، دخلوا لعبة السلطة الحاكمة، طمعاً بالنفوذ والمال أو بحماية الرأس: "في مهرجان المربد، مئات الشعراء من عموديين إلى أحرار إلى نثريين إلى كذابين إلى كلاب أبناء كلاب".
يبني الراوي معطياته ومضمون قصصه على هياكل عدد من الشخصيات المختلفة الوقع والأهمية: غسان العامري الأديب والكاتب، بطل الرواية وعلاقته الفجة بزوجته وبحنان عواد اللبنانية. عدنان العزيزي مريض القلب، "كان طيباً مثل ناقة، صادقاً مثل الصبر، صافياً مثل النبيذ"، والذي ذهب ليدرس الأدب الروسي في روسيا.
زكريان المصور الأرمني الذي هاجر إلى أميركا، غياث الإبراهيمي، الصديق الذي إلتقاه غسان في بيت "أبو ريتا" الذي كان يولم لعدد من المثقفين اللبنانيين الذين جاؤوا إلى بغداد للمشاركة في ندوة ثقافية، طارق المنصور زميله في التعليم وفيما بعد في الدراسة الجامعية، عباس السيد الذي خرج من المعتقل شبحا بعد إصابته "بالسكري وارتفاع الضغط وقرحة في المعدة، هذا ما عدا خراب الداخل"، وغيرهم الكثير من المثقفين المعارضين، ومنهم المقيم الصامت والحذر الذي "يخرج من بيته متسللاً ويعود إليه متسللاً أيضاً، وبعد أن يتأكد من أنه في مأمن من العيون الكثيرة التي تترصد حركة الناس"، ومنهم المنفي والمهاجر، والمعتقل، والمقتول كالكاتب العراقي الشاب الموهوب الذي أعدم بسبب موقفه السياسي ومحاولته الفرار من الجندية.
تدور أحداث الرواية في أماكن كثيرة، من بغداد البيوت والشوارع والمقاهي والفنادق، وكافتيريا المنصور والنادي الاجتماعي اللبناني ومطعم أبو ياسر"، إلى قرى أبو هاون القريبة من التقاء دجلة والفرات، والناصرية والشطرة.
في الحرب، "كانت المفارز تملأ الشوارع لاقتناص المارّة"، و"إيداع كل من يلقون عليه القبض بسيارات عسكرية تحملهم إلى المقرات الحزبية ومن هناك ترسلهم إلى معسكر النهروان ليزّج بهم بعد تدريب بسيط في مواجهة الجيش الإيراني وقوات الحرس الثوري."، أما الأسرى الذين كانوا يحاولون الفرار من معسكر "جورجان" على الحدود الإيرانية السوفيتية حيث الجبال المكللة بالثلج" فكانت تتجمد أطرافهم وتصاب بالغرغارينا فتقطع.
رواية خصبة بأحداثها وتداعياتها وتعليقاتها، صادقة بمعطياتها وبرؤيتها للواقع الذي كما تقول أم كلثوم في أغنيتها "دليلي احتار" وحيّرها و"حيّر أمّة كلها بشأن ما لحق بها وما سيلحق من مصائب". إقرأ المزيد