آباء مدرسة الاسكندرية الأولون
(0)    
المرتبة: 79,068
تاريخ النشر: 01/01/1980
الناشر: مكتبة السائح
نبذة نيل وفرات:ذكر القديس جيروم أن مار مرقس الرسول هو مؤسس مدرسة أسكندرية المسيحية، حيث أوحى له بأن يقيمها للتعليم بالمسيحية، كطريق لتثبيت الدين الجديد في هذه المدرسة على أساس راسخ، سواء بالنسبة للذين من أصل أممي أو من أصل يهودي. وقد وصف Groves هذه المدرسة، قائلاً: كانت مدرسة إسكندرية التعليمية ...ذات الشهوة العالمية مركزاً للدراسات المسيحية دون منافس في العالم المسيحي في ذلك الحين".
صارت هذه المدرسة أقدم مركز للعلوم القدسية في تاريخ المسيحية، إذ نشأ فيها أول نظام للاهوت المسيحي، كما انطلقت منها بطريقة التفسير الرمزي للكتاب المقدس. وهكذا استطاعت مدرسة الإسكندرية أن تروي ظمأ المسيحيين بالإسكندرية نحو المعرفة الدينية، وتحثهم على الدراسة والبحث.
بهذا ساهمت المدرسة في إنشاء أول نظام للدراسات اللاهوتية في العالم، كانت بحق "مهد اللاهوت المسيحي"... منها خرج رجال قادرون على الرد على أمثال كلس مثل أوريجين، والدفاع ضد الأريوسية مثل القديس أثناسيوس، وضد نسطور مثل القديس كيرلس الكبير...
قيام هذه المدرسة "أعطى للطلبة إمكانية الحصول على التعليم الذي تقدمه المدرسة الوثنية العظمى، لكن بواسطة معلمين مسيحيين. أخيراً كانت المدرسة سنداً لكنيسة الإسكندرية، غالباً ما يختار أحد عملائها أو تلاميذها باباً للإسكندرية.. وكما يقول نيافة الأنباغريغوريوس: "امتد أثر المدرسة اللاهوتية إلى هنا وهناك، فاشتهر طلبتها بتقواهم واتساع مداركهم وتفكيرهم. وكانت النتيجة أن باباوات الإسكندرية كانوا يختارون من بين رؤساء المدرسة وأساتذتها، كذلك الأسافقة والكهنة.
كان رئيس المدرسة يعتبر الرجل التالي بعد البابا، سواء من الناحية العلمية أو الاجتماعية، وإن كان ليس من الجانب الكنسي أو الطقسي. فنحن نعلم أن القديس مرقس عيّن يسطس أول عميد للمدرسة، وقد صار البطريرك السادس، وهكذا مركيانوس البطريرك التاسع، وهيراقليس الذي صار رئيساً للمدرسة بعد أوريجانوس والباب الثالث عشر، وخلفه يونسيوس للمدرسة وكبابا، وأيضاً بطرس خاتم الشهداء كان رئيساً للمدرسة وقد صار بابا الإسكندرية السابع عشر، ثم خلفه أوشلاوس هؤلاء جميعاً كانوا رؤساء للمدرسة قبل سيامتهم بابوات.
لكن هناك باباوات كانوا من أساتذة المدرسة أو على الأقل من طلبتها، منهم الكسندروس البابا التاسع عشر.. بالحقيقة هذا هو سر القوة المخفية، وراء كنيسة الإسكندرية في القرون الخمسة الأولى، هذا هو سر شهرة باباواتها وبطاركتها، إذ كانوا يحسبون كحراس للإيمان الأرثوذكس، وبسبب اتساع أفقهم كانوا شغوفين بالمعرفة، فحسبوا معلمي المسكونة، كانت لهم الكلمة الأخيرة الفاصلة، وبين طيات هذا الكتاب عرض لبعض مديري المدرسة الأولين من جهة تاريخ حياتهم وكتاباتهم، وأفكارهم السياسية. إقرأ المزيد