تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"جلست دمشق صغيرة" في راحة المعشوق تضفر، دون أن تدري، منائرها، جدائل. ثم تلبس ليلها ذهباً... وتأرج غوطة، حورية، ومساحباً للزعتر البري والرمان... ما أبهى دمشق! وما أحنّك خطوة أولى إلى المنفى.. سأذكر أنني علّقت خلف الجامع الأموي بيرق رحلتي. وفتحت باباً لا أزال أسيرَ ساحته: العريشة، والطيور، وزهرة ...اللبلاب والزليج، أزرق أخضر.. ابتعدت سماء. وادَّنتْ وتبادلت مدنٌ مواقعها تبدلت العوائد.. غير أنك لا تزالين الصغيرة، ذاتها، في راحة المعشوق خطوة دربه الأولى إلى المنفى، وبيرقه... سلاماً. كان ذلك نصف قرنٍ، يا دمشقُ، وكنت من الأُلى حفروا الخنادق حول اسمك يا دمشق... ألست أنت الراح والريحان والصيف والمؤرخ بالندى؟ لك طلُّ هذا الليل إذ ينهل أغنية المدائح كلّها، وصرير باب لا أزال أسير ساحته.. عميقاً في دمشق!؟.
بين هدهدة الحلم وآهة المنفى درب يمشيها الشاعر، وهو لن يستريح، يأسه نافر، ودمه هو الحمّى ويومه مائل زائل، ويده مغضنة وسكينة تشدّ يده. ولكن... كلما أوشك واجهه العراق القائل الساكن في عمق روحه. القريب مسافة، والبعيد حلماً. يأسرك الشاعر بمعانيه، يأخذك معه إلى منفاه عبر دفق شعري منسرح العبارات، متجدد المعاني، عذب الموسيقى. وأنت المتعب معه من آلام منفاه، تمضي معه وكأنك الطائر على أجنحة حلم أثير أسير. بعيد... قريب، تمضي معه مرتشفاً من عميق المعاني ما راق، ومن عذب العبارات ما رقّ، تمضي معه وسيالاته الشعرية تعزف في داخلك أروع أنغام. إقرأ المزيد