الثلاثاء الأمريكي الأسود وتداعياته على العرب والمسلمين
تاريخ النشر: 01/12/2002
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لقد بات الجميع من سياسيين ومعلقين عبر الأطلسي، يرددون، إزاء الهجوم البشع، هجوم 11 سبتمبر، العبارة التي نطق بها لأول مرة العضو الجمهوري في لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي لشؤون المخابرات هاك هنيعل بعد ساعات من وقوع الهجوم الإرهابي، أنه "بيرل هاربور" ثانية. فهاهم عثاة يمين الغرب الديمقراطي أمثال مساعد ...وزير الدفاع الأمريكي السابقة ريتشارد بيرل ووزير الخارجية السابق لورنس ايغلبير وزعيم حزب المحافظين البريطاني الجديد أيان دنكان سميث، يتحدثون أيضاً عن مواجهة بين حضارتين، معيدين إلى الأذهان نظرية الكاتب صموئيل هنتنغتون "صراع الحضارات".إن جميع أعضاء الإدارة الأمريكية من دون استثناء يرددون الآن أن ما حدث هو "حرب على الحرية والديمقراطية وطريقة حياتنا".
هذه الآراء تلقى صدى لها في الناحية الأخرى من الأطلسي، لا سيما في بريطانيا حيث تلتقي الحكومة مع زعيم المعارضة الجديد في التعاطف مع تفسير الإدارة الأمريكية وقراءتها للمأساة التي حلت بالأمريكيين. فهذا التفسير بدأ يتردد على ألسنة الناس العاديين مما يوحي بأن الإدارة الأمريكية والطواقم السياسية الحاكمة في معظم الديمقراطيات الغربية كسبت الآن معرفة الرأي العام وضمان دعوة لأي قرار تتخذه بالرد العنيف على الهجوم البشع. والمستمع لتصريحات الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين أمثال إيهود باراك وشيمون بيريز وأرييل شارون من الإرهاب، يشعر بنفس القدر في الذعر الذي يسببه الإرهاب نفسه ويلغي في نفس الوقت القدرة لدى الرأي العام على تفهم أسباب الإرهاب.
إنها محاولة خبيثة لإلغاء الذاكرة والقفز فوق فصول من التاريخ المعاصر الموثق. ضمن هذا الإطار يأتي التي حول أحداث 11 أيلول/سبتمبر الذي مثل يوماً على الأمريكيين أسود والنقطة المحور التي اختارتها الباحثة لتكون موضوع نقاشها هي تداعيات أحداث هذا التاريخ على العرب المسلميننبذة المؤلف:ما حدث يوم 11 أيلول سبتمبر يتجاوز كل التوقعات بكل المقاييس حرب إرهابية هي أبشع من كل البشاعات التي عرفها العالم حتى الآن على يد الأمريكيين والانتحاريين معاً، أصوليين وغير أصوليين، والمبارزة التي تلوح في الأفق مرعبة وهي بكل تأكيد مبارزة تاريخية، إن "بيريل هاربر"، الجديدة أثبتت مرة أخرى أن المظلة الأمنية الأمريكية التي تشكل ذراع حلف الأطلسي الضاربة، لا تحمي العاصمة السياسية ولا (برجي مانهاتن) وهي عاجزة عن حماية الرئيس الأمريكي لجديد وفي ظلها بدأت تتكون فوق جبل النار والإسمنت قناعة أمريكية جديدة أو هكذا يفترض على الأقل وهو أن كل الحروب وكل الموازنات التي تنفق على التسلح الأمريكي وكذلك برامج الصواريخ والصواريخ المضادة كلها لن تجدي لأن الخطر الذي تواجه الولايات المتحدة بمدنييها وعسكرييها، لا يأتي من روسيا أو أوروبا أو الصين بقدر ما يأتى من الشعوب المظلومة المقهورة، الباحثة عن وطن وحرية والتي تعمل الحكومات الأمريكية المتعاقبة على عزلها وخنقها وسحقها وسحلها بواسطة إسرائيل حيناً، وبواسطة كل (الإسرائيليات) التي تتعاون معها على امتداد الأرض حيناً آخر.
إن ما حدث في واشنطن ونيويورك يشكل نقطة لا رجوع في الحرب المفتوحة على أمل أن يهتدي الأمريكيون إلى هذه الحقيقة. إقرأ المزيد