السودان والنيل بين مطرقة الانفصال والسندان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الآفاق الجديدة
نبذة نيل وفرات:كتاب "السودان والنيل بين مطرقة الانفصال والسندان الإسرائيلي" كتاب ذو طابع سياسي مائي، تناول ما يجري في بلد له أهميته القصوى وموقعه المهم في القرن الإفريقي، السودان. ذلك البلد الذي تحولت مشكلاته من قضية داخلية بين الحكومة والمعارضة إلى بداية لتدخل خارجي يتضمن مطامع إسرائيلية معلنة في السيطرة على ...منابع النيل والتحكم بمستقبل السودان ومصر معاً، وإلى عنوان لتحويله إلى عدة كيانات متناحرة. وتعتبر قضية المياه من القضايا الحيوية والمهمة التي تشغل دول حوض النيل وخصوصاً دولتي المصب، السودان ومصر. وهذه الأهمية لا تعتبر وليدة الساعة، حيث يعود سعي مصر إلى ضمان حقها التاريخي في المياه، إلى القرن الإفريقي. غير أن قلق مصر على حصتها من مياه النيل أخذ يتزايد في السنوات الأخيرة بسبب التنمية التي تتطلع إليها دول المنبع والتي تتطلب بناء سدود على البحيرات ذاتها وعلى بعض روافد النهر، مما يهدد بتخفيض حصص المياه المكتسبة لمصر والسودان.
والجدير بالبارز هو هذا التركز الهائل والمستمر للصراعات والتداخلات حول شرايين الماء الحيوية التي لا يختلف اثنان على أهميتها الاستراتيجية في المجالين السياسي والاقتصادي والتنموي وفي اللعبتين الإقليمية والدولية. فالصراع الوصولي المصحوب بتدخلات خارجية ينتقل من رواندا إلى بوروندي فزائير وتنزانيا ومحوره البحيرات العظمى ومنابع النيل الاستوائية، حرب أهلية تستعر نارها في جنوب السودان ومشرقه حيث الممرات الأساسية لهذا النهر.
والخرطوم التي انفتحت عليها دفعة واحدة الحرب الأهلية والصراعات السياسية سواء كانت داخلية أو تلك الخلافات مع جاراتها الواحدة تلو الأخرى (أثيوبيا، آرثريا، أوغندا) تؤكد أن ما يجري في هذه المنطقة لا يستهدف التوجهات الإسلامية لنظامها فحسب بل الدور الإقليمى المتنامي لمصر وإضعاف دورها مع تأكيد الخرطوم على ضلوع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في ما وضعه باستكمال حلقات التآمر الاستعماري على الأمة العربية.
ولإلقاء الضوء أكثر على هذا التآمر الاستعماري، والقراءة ما يحدث في هذا البلد الذي المرهون مستقبله على مدى تماسك قياداته في الداخل والتضامن العربي والإسلامي معه في الخارج، تم تقسيم الكتاب إلى ستة فصول جاءت موضوعاتها كما يلي، الفصل الأول: تناول موضوع أزمة المياه في أفريقيا وموضوع النيل ودول حوضه ومصر والثورة الأفريقية، الفصل الثاني: تناول موضوع العرب في أفريقيا عبر التاريخ، وموضوع الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه أفريقيا والعلاقات السياسية الإسرائيلية-الأفريقية، إضافة إلى ذلك مسألة القرن الإفريقى والسياسات العربية-الإسرائيلية. أما الفصل الثالث فتحدث عن تركيبة النظام الحكم في السودان ومعاناة السودان التي هي فصل جديد من نار قديمة، وعن الحب الوافرة على ساحته بشقيها السياسي والعسكري. والفصل الرابع تناول موقف المعارضة السودانية وفرار الصادق المهدي إلى إسمرة، والسودان والمشروع الإسلامي، ومن ثم العلاقات السودانية-الأوغندية والموقف الإيراني والموقف الأصولي من أحداث السودان. أما الفصل الخامس فقد تناول موضوع التحرك الدبلوماسي السوداني على الصعيدين العربي والمحلي. وموقف مصر من أحداث السودان والوساطات العربية من أجل التهدئة والموقف الأميركي وموقف مجلس الأمن من الأحداث الجارية. والفصل الأخير (الفصل السادس) تضمن بعض الوثائق المهمة التي استطاعت المؤلفة الحصول عليها من مصادر مختلفة. إقرأ المزيد