تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: دار بيروت للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لا يذكر اسم حاتم الطائي آلا تمثل لسامعه، إذا كان ممن عرفوا تاريخ العرب، سيد من سادات طي، وشاعر من شعراء الجاهلية، وفارس من فرسانها؛ رجل يكتنفه الشرف والسؤدد من طرفيه، وتسمه الشجاعة وعفة النفس وكرم الأخلاق، والعاطفة الإنسانية، والروح الاشتراكية، بأجمل سماتها، ويزينه السخاء والجود وحب الضيافة بأسمى ...زينة؛ ولم يكن همّه إلا إكرام الضيوف، والنحر لهم والجود عليهم، وإنقاذ الأسرى ولو بالاستئثار بدلا منهم. وكثيرا ما كان يتشبه بصعاليك العرب الفاضلين الذين يعيشون، ويجودون مما يكسبونه في غزوهم، لا بالصعاليك اللؤماء الذين يعيشون من فضلات الموائد، أذلاء مهينين. وحاتم وإن كان يسخو ويجود بغية أن يؤثر ذلك عنه، وتتناقل أخباره في قبائل العرب شأن كل بدوي في أنانيته وتما جده، فالكرم طبع فيه، وغريزة متمكنة، لم يضرب به المثل في الكرم عن عبث. وهذا الديوان الذي بين أيدينا يعكس بحق صورة ذاته المعطاءة، وترنيمة مناياه التي لم تجد في دنياها بهاء سوى بهاء الذل، لا جمالا سوى جمال الإيثار. يمثل هذا التناغم عناقا بين التناغم عناقا بين الكائن وكينونته اليومية أي بين جوهره وسيرته من روائع ما في الشعر الحاتمي من مواقف القيم ومبادئ الأخلاق، ومن هذا المنطلق كان شعره لونا بعينه وغرضا كلاما ومضمون كلام، لفظا ومعنى وهما يتوافقان فلا تغلب اللفظة مدلولها ولا يفوق المضمون بنياه وتلك هي البلاغة في واحد من أساليبها عند العرب، وهي تظل الأقرب الى الأصيل أي الى سلامة البداهة. إقرأ المزيد