تاريخ النشر: 01/03/2005
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:حاتم الطائي أو حاتم طي (بالتسهيل) نموذج الكرم عند العربي، والكرم عند حاتم يعني الحياة الحرة العزيزة، فالإنسان إما أن يحيا "كريماً" جواداً، وإما أن يرضي بالعيش مع الصعاليك! وقد بلع به حبه لضيفه أنه "يتلذذ" بخدمة ضيفه.
فعندما يذكر اسم "حاتم الطائي" يتخيل السامع صورة سيد من سادات طيء، ...جواد، فارس، شاعر، صورة رجل يكتنفه الشرف والسؤود من أطرافه، عليه سمة الشجاعة، والشهامة، والعفة، والأخلاق، الكريمة، صورة تزينها حب الضيافة والأضياف إلى درجة العبودية للضيف!
وسجية الكرم، طبع فيه، وهي غريزة متمكنة، وهذه الصورة تخفي وراءها فكراً عميقاً. يقول عدي بن حاتم: "كان حاتم رجلاً طويل الصمت"ز
ولعل أحسن صورة رسمها أديب فنان لشاعرنا حاتم الطائي هي الصورة التي رسمها ابن الأعرابي حيث قال: "كان حاتم من شعراء العرب، وكان جواداً يشبه شعره جوده، ويصدق قوله فعله... وكان مطفراً إذا قاتل غلب، وإذا غنم أنهب، وإذا سئل وهب، وإذا ضرب بالقداح فاز، وإذا سابق سبق، وإذا أسر أطلق!".
وحاتم وإن كان يسخو ويجود بغية أن يؤثر ذلك عنه، وتتناقل أخباره في قبائل العرب شأن كل بدوي في أنانيته وتما جده، فالكرم طبع فيه، وغريزة متمكنة، لم يضرب به المثل في الكرم عن عبث. وهذا الديوان المحقق الذي بين أيدينا يعكس بحق صورة ذاته المعطاءة، وترنيمة مناياه التي لم تجد في دنياها بهاء سوى بهاء الذل، لا جمالا سوى جمال الإيثار. يمثل هذا التناغم عناقا بين التناغم عناقا بين الكائن وكينونته اليومية أي بين جوهره وسيرته من روائع ما في الشعر الحاتمي من مواقف القيم ومبادئ الأخلاق، ومن هذا المنطلق كان شعره لونا بعينه وغرضا كلاما ومضمون كلام، لفظا ومعنى وهما يتوافقان فلا تغلب اللفظة مدلولها ولا يفوق المضمون بنياه وتلك هي البلاغة في واحد من أساليبها عند العرب، وهي تظل الأقرب إلى الأصيل أي إلى سلامة البداهة.
وإذا ما عدنا إلى عمل المحقق نجده قد اهتم في البداية بتدوين ترجمة موجزة للشاعر شملت حياته وأخباره ونسبه وزواجه من مادية، ثم عمد إلى تجميع قصائده مرتباً قوافيها ألفبائياً مختاراً بعد ذلك عنواناً لكل قصيدة من خلال أبياتها ثم مضى يذكر مناسبة كل قصيدة وغرضها. إقرأ المزيد