مؤرخو بلاد الشام في القرن الثامن عشر
(0)    
المرتبة: 25,806
تاريخ النشر: 01/08/2002
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لم تلق الكتابات التاريخية في بلاد الشام في القرن الثامن عشر الاهتمام الكافي من قبل المؤرخين العرب والأجانب وذلك يعود بالدرجة الأولى إلى الفكرة السائدة عن هذا القرن بأنه فترة انحلال وجمود وظلمة عكسه القرن التاسع عشر الذي يرون فيه فترة نهضة فكرية ووطنية. ويأخذ هؤلاء في المقابلة والمقارنة ...بين القرن التاسع عشر وما سبقه من قرون مشددين على مساهمة أوربا في هذه النهضة حيث كان لمدافع بونابرت فيها على حد قولهم فضل إيقاظ الشرق من سباته إن لم يكن إحياؤه من جديد وجرّه إلى عالم الفكر والمعرفة. في هذا الإطار تأتي دراسة الباحثة حول مؤرخي بلاد الشام في القرن الثامن عشر.
وسيتعرف القارئ من خلال هذه الدراسة على نخبة من المؤلفين عكست كتاباتهم الفكر التاريخي في ذلك القرن وأعطت بالتالي صورة لذلك المجتمع بنواحيه الثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية. ولم تركز الباحثة على ما أخبر به المؤرخون عن الماضي وإنما على ما أخبروا عن التفكير بالماضي، وهي وفي بحثها في غاية هؤلاء المؤرخين من التأليف، والمواضيع التي أثارت اهتماماتهم وأسلوبهم في الكتاب، تحاول تقييم المناخ الفكري في القرن الثامن عشر للتوصل بالتالي إلى فهم أدق للأسس التي بنيت عليها نهضة القرن التاسع عشر في بلاد الشام.
وقد قسمت هذه الدراسة إلى خمسة فصول: الفصل الأول، "أصحاب التاريخ الحدثي" وفيه تمييز بين مؤرخي الأحداث السياسية والاجتماعية عامة ومؤرخي الأحداث الدينية التي تم حصر البحث فيها على شؤون المراكز الدينية المسيحية. أما الفصل الثاني "المؤرخون الشعبيون" فقد تناول فئة خاصة من المؤرخين لا ينتمون إلى حلقة العلماء والمثقفين بل إلى هؤلاء الذين ينتمون إلى عامة الشعب. وفي الفصل الثالث تم الحديث عن مؤرخي التراجم والسير وتمت معالجة موضوع السيرة الذاتية وخصص الفصل الخامس والأخير هذه الدراسة لمؤرخي فضائل المدن. وهذه الفصول ربما تطرقت إليه في الإحاطة بأنماط الكتابة التاريخية في القرن الثامن عشر، لم تتوقف فقط عند خصائص المؤرخين وطرائقهم ومفاهيمهم، ولكنها، وهذا ما يكسب لدراسة أهميتها، كشفت عن جوانب غامضة من تاريخ القرن الثامن عشر، تعددت الطبقة السياسية إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وكان في سبيلها إلى ذلك عدد من المصادر المخطوطة والمنثورة فضلاً عن عدد آخر من المراجع سواء باللغة العربية أو باللغتين الإنكليزية والفرنسية. وهذا ما يعني أن القارئ أمام دراسة تتسم بالرصانة وتأخذ بناصية المنهج وتتزود بالمعطيات من الينابيع، وتستنير بأفكار لا شك أنها تعززت بها من المراجع الحديثة. إقرأ المزيد