محنة الهوية، مسارات البناء وتحولات الرؤية
(0)    
المرتبة: 74,992
تاريخ النشر: 01/06/2002
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:منذ نحو عقدين من الزمان مضيا، أخذ الجدال حول الهوية يتفاقم في الدوائر الثقافية والفكرية العربية المعاصرة. وما أن حل العقد الأخير من القرن العشرين حتى ارتقت مفاصل الجدال حول هذه المسألة إلى ما هو إشكالي، بمعنى إخضاع الهوية إلى هواجس المساءلة النقدية بعد عقود مضى خلالها العقل العربي ...مسلما بالهوية كرواية معيارية مقدسة لا ينبغي أن يطال أوصالها النقد عامة والنقد الجذري على نحو خاص. لقد كرس عدد من مفكرينا العرب المعاصرين هاجس المساءلة هذا، وأعملوا بصائرهم النقدية بما أدى إلى رفع مسألة الهوية إلى مصاف الوعي الإشكالي، وهو شرط ضروري من شروط تجديد العقل النقدي العربي ومأمولات النهوض الفكري المنشود. وما هو إيجابي، في هذا التوجه، أنه ينخرط في سياقات ولعي كوني جديد بمسألة الهوية، لا ينحصر في الدوائر الفكرية والثقافية العربية فحسب، بل في الدوائر الثقافية الحية بالعالم المعاصر. ما يعني أن أخضع الخطاب الفكري العربي الخاص بالهوية إلي ساحة المساءلة هو ممارسة ومتابعة ودراسة وتحليل ونقد للقضايا الفكرية ذات الاهتمام العالمي. إن الحديث عن الهوية يتطلب في دراسة بمثل هذه التي بين أيدينا العودة إلى أصول المصطلح، وإلى سياقات تداوله في تاريخ الفكر الفلسفي عبر مراحله المتعاقبة. وهذا بالفعل ما قام به المؤلف "رسول محمد رسول" في الفصل الأول من كتابه هذا، الذي عاد فيه إلى البدايات الدلالية لمصطلح الهوية، متوقفا عند أهم التحولات التي جرت عليه عبر مقاربات مفهوماتية كثيرة من شجرة الهوية مثل: المطابقة، الماهية، الوحدة، الاختلاف، الافتراق، التكرار، الحقيقة، الصيرورة، صدام الهويات، ومن ثم تطرق إلى التداولات المعاصرة لهذا المصطلح خصوصاً بعد ظهور نظرية صدام الثقافات أو الهويات، وظهور هوية النهايات المطلقة؛ وصراع هويات الأقاليم، مبينا ما جرى في مساراتها في عصر العولمة والحوسبة والمعلوماتية. وأما في الفصل الثاني فتناول إشكالية الهوية في الخطاب الفكري العربي المعاصر لدى ثلاثة من المفكرين العرب هم: عبد السلام بنعبد العالي من المغرب، وعلي حرب من لبنان، وأمين معلوف من لبنان أيضاً.نبذة الناشر:يعمد المؤلف، في كتابه هذا، إلى مساءلة الخطاب الفكريّ العربيّ، الذي تناول مسألة الهويّة، لدى ثلاثة من المفكرين العرب، هم: عبد السلام بنعبد العالي، وعلي حرب، وأمين معلوف؛ الذين قدموا نماذج إجرائية لتفكيك الفهم السائد لمصطلح الهوية على الصعيد العربي.
ويتناول الكتاب التطور الدلالي لمصطلح الهوية لغوياً ومنطقياً، ويقف عند أهم التحولات التي جرت عليه حتى الآن في ضوء المتغيرات الكبرى التي تجريها العولمة والحوسبة وثورة المعلومات في عالمنا المعاصر.
إن "الهوية" هي السؤال الأكثر إلحاحاً على الوعي العربي المعاصر، لا لأن الوجود العربي برمته وجود مضطرب ومنهك كلياً بسبب ما يتعرض له من تهديدات خارجية وداخلية. ولذا فإن هذا الوجود الذي يبدو أحيانا، على وشك الخروج من التاريخ، وأحياناً أخرى على وشك الدخول في التاريخ، هو وجود مشغول بذاته وبأسئلتها الابتدائية الأولى، التي تجاوزتها أمم أوروبا وأمريكا الشمالية. إن سؤال "الهوية" هو ذلك السؤال الناجم عن تحلل الـ"نحن" العربية الجامعة، وانهماك الإنسان العربي في البحث عن ذاته المفقودة وسط كل ذلك الغبار الذي خلفته انهياراته المتتالية طيلة أكثر من قرنين، ولذا فإن إخضاع "الهوية" للنقد والقراءة والعقلنة أمر ضروري، وذلك ما يضفي على هذا الكتاب أهمية خاصة بصفته محاولة جادة للمساهمة في هذا الأمر. إقرأ المزيد