مقدمتان على شرح مصباح الهداية للإمام الخميني
(0)    
المرتبة: 204,074
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الغوص في آفاق العرفان عند الإمام الخميني هو الجانب الأكثر إضاءة على مقومات هذه الشخصية ذات الملكات النفسية المتماسكة والنادرة، والتي لا يمكن الإحاطة بأبعادها ضمن السياق الذي جرى التعارف على أن يكون مدخلاً لها، وهو الأثر السياسي الذي أدّى إلى خلخلة البنيان السياسي والعقائدي السائد، فهو أكبر ...من زعيم، ولو على هذا المستوى. إنه مصلح قرني، صح حديث المصلح القرني أو لم يصح، بكلّ ما يحمله هذا المستوى من أبعاد ليس آخرها الاندماج في دوائر حركة الناس، وكسر كل نزوع سلطوي، وتقوية الملكات النفسية على سلوكيات زاهدة بالطبع. لقد استنبت الإمام نفسه هذا الفهم عندما حدّد أسباب انتصار الثورة بالدافع الإلهي والتفاف الناس حول هذا الدافع، رغم دوره الذي لا يثمن من انتصار الثورة وذلك على صعيدين: مباشر وغير مباشر.
أما على الصعيد المباشر، فإن مفتاح الانتصار وكان في عزيمته التي لم تفتر عندما فتر شيء من جميع العزائم التي كانت تحيط به، فهو الوحيد الذي رفض أيّ تراجع عن هدفه الوحيد وهو إقامة جمهورية إسلامية، وإسقاط الشاه دون أي تمرحل. ومن نفس التوجه كان قراره بالحضور إلى بلده بالرغم من الظروف والحيثيات المرافقة والمرعبة تتويجاً لهذا الانتصار، وهو ما جعل من عودته تلك عملاً استشهادياً، بكل ما لهذه الكلمة من معنى، افتتح فيه التاريخ الإسلامي المعاصر.
أما على الصعيد غير المباشر فقد تجلّى في حركة إسلامية واسعة حققت شعارها الشهير: كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، مما أدى إلى التحام شعبي لا مثيل له على مرّ العصور، استطاع بالصدور العارية أن يزيح سلطة عسكرية من أعتى السلطات على وجه الأرض، وللمرء أن يقدر الوعي المختزن في هذه الحركة، والنمط المثالي لقائدها ليس في الاتصال العقائدي بالناس فحسب، ولكن في آليات التجديد، والسلوكيات، ومطابقة المبدأ على الواقع حيث الالتزام بآمال الناس وآلامهم، وكل ذلك عبر منظومة دينية واسعة الصدر واليد والقلب والعقل، ولعل تناول الجانب العرفاني عند الإمام هو التناول الوحيد الذي لا ينال من قوة وسيلان المباشرة العملية عنده، وهو الذي أحدث زلزالاً عالمياً لن تعرف آثاره على المدى القريب. فإن في الأمر تصحيحاً للسياقات النظرية، ورؤية جذرية للعرفان والتصوف، وفهماً أصيلاً أخفته التراكمات الدخيلة والمنحرفة عبر الزمن، والذي فصلت ترابط العمل والنظر وجدليته كما جرى التنظير له مع مسكويه، كمدار ومقياس للفعل الإنساني، بما هو وجود هادف، والإمام قمة في التقاط هذا التجدل والانتماء إليه. وهذا ما سيتضح في ثنايا هذا العمل الذي يهدف إلى محاولة الكشف عن بعض الأبعاد الروحية العقائدية وتشعباتها. إقرأ المزيد