تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، مكتبة النهضة العربية
نبذة نيل وفرات:في هذا المؤلف يكتب لمجموعة أخرى من شعراء العصر الأموي أن تعود إلى الحياة لتأخذ أفكارها دورها الرائد، وتدخل تجربتها إلى جانب تجارب الشعراء الآخرين الذين ظلت أصواتهم تتعالى أكثر من ألف سنة، وتقف قصائدهم وهي لا تقل روعة ولا إبداعاً عن كثير من القصائد التي أخذت حجمها في ...الدراسة ومجالها في التحليل وصورتها في تطلعات العصر، يكتب لسبعة شعراء آخرين توحدت في أغراض بعضهم خصائص، وتميزت في حياة بعضهم الآخر اتجاهات. وعفت في تقاليدهم الشعرية أبواباً وألواناً وجدنا ظلالها شاحبة وأصداءها غير واضحة، فشاعر مثل المقنع الكندي يقدم لنا قصيدة فريدة في المديح يقدم لها بعشرة أبيات يتحدث فيها عن الخط والكتابة وأنواع الأقلام وطريقة استعمالها وقد وجد الجاحظ فيها وجاهة وأدخلها في باب حديثه عن الخط، وشاعر آخر مثل أبي صفر الهذلي الذي ضاعت حياته بين عصرين وتوزعت شهرته في مرحلتين فهو محسوب على العصر الإسلامي ولكن لا يدرس في إطار شعرائه ويحسب على العصر الأموي ولكنه لا يدخل في دائرة أي اتجاه شعري من شعراء العصر؛ ولكن الرواة والباحثين يعجبون بقصيدته التي يجدون فيها رائعة من روائع الشعر العربي، ومع هذا فالشاعر بعيد عن الدراسة غريب على العصرين، لا يستغرق من الباحثين إلا سطوراً قليلة مع أن شعره وشعر شعراء هذيل-مجموع ومشروع ومهيأ للدراسة والتحليل وإذا كانت بعض الدراسات الجامعية قد تحدثت عن شعر هذيل أو وقفت عند بعض شعراء هذيل فإن الدراسة الكاملة لتحليل شعر هؤلاء الشعراء ووضعهم في المواضيع المستحقة وتحديد مراتبهم أو طبقاتهم في الترتيب الفني ما تزال بعيدة عن الدرس لأن المقدرة الأدبية اقتصرت على الشعراء التقليديين الذين لم يحسب شعراء هذيل منهم وكأنهم ظلوا يعيشون بمعزل عن تاريخ الأدب كما عاشوا غربته في ديارهم وتراكيبهم وألفاظهم. إن صوت أبي صخر لم يقف عند هذا الحد، وإن قصته لم تنته عند هذه الحدود فهو شاء له مواقف مع ابن الزبير تحمل من أجله العنت والاضطهاد ولكنه ظل موقفاً جريئاً يوحي بسلامة العقيدة وعمق المبدأ.
وأبو جلدة اليشكري شاعر آخر من شعراء العصر حدده موقفه التاريخ في أحداث العصر ولكنه ظل متردداً في موقفه، فكانت نهايته التي تكشف عن قلقه الفكري، وتردده في اتخاذ المواقف، وهو صورة واضحة لحركة عبد الرحمن بن الأشعث الذي وقف إلى جانبها على الرغم من موقفها غير السليم.
ومثل هؤلاء الشعراء كالذين كانت أصداء حياتهم لوحة شعرية تضاف إلى لوحات الشعر العربي تأتي دراسة حياة "الأغلب العجلي" و"الأشهب بن رميلة" و"الأبيرد الرياحي" و"عبد الله بن الحجاج" وهم مجاميع أخرى من الشعراء الذين تناثرت قصائدهم وتوزعت حياتهم وتبددت أخبارهم فسحقتهم موجة الاهتمام التقليدي بالمشاهير، وألقت عليهم أنماط أستار من النسيان فضعت إبداعاتهم في ظل العزلة وعزلت تجربتهم في حدود المجانبة والابتعاد. إقرأ المزيد