تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الإشراق للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب الذي نقدمه-صيد الخاطر-يحوي معالم هامة من التأملات والأفكار والخواطر لا يستغني عنها كل مسلم في فهمه لعقيدته، وعبادته، وحياته، وسلوكه مع الناس. فالمؤلف-ابن الجوزي-من خلال معاناته وتجاربه وتأملاته، يبصر القارئ بكثير من المزالق التي يقع فيها كثير من الناس فيسيئون ولا يحسنون، ويضرّون ولا ينفعون، ويتوهمون أنهم ...يحسنون صنعاً وذلك بسبب ما لبس عليهم من سوء فهم أو سوء عمل.
ثم يجلي الصواب في هذه المسائل بالضوابط الصحيحة من النصوص الشرعية والقواعد العلمية والحجج العقلية، حتى يتبين وجه الحق فيها. وتكاد تجد له في كل شأن من شؤون الحياة تجربة أو نظرة أو فكرة... حتى يستغرق كل اهتمامات الإنسان وعلاقاته ورغباته ونوازعه... بل ربما استشف مشاعر نفسه فأماط اللثام عنها بصوت ثم ناقشها وكأنها شيء منفصل عنه، ثم حكم لها أو عليها بموضوعية وبمعايير إسلامية أصلية. وقد اهتم المؤلف بما رآه تطرفاً أو انحرافاً في عصره، فركز على مسائل محددة فكرر النظر فيها وأعاد طرحها ومعالجتها في كثير من فقرات الكتاب، منها: قضية الزهد الأعجمي، ومنكرات التصوف، والبدع في العبادات، والرهبانية ومحاربة الإنسانية، والخوض في الفلسفة وعلم الكلام.
وكذلك ما يقع في مقابل هذه المسائل من الظلم واستعداد السلطان الذي عمّ وانتشر والتزلف للظلمة، وقطع العمر بالبطالة، والقعود عن طلب العلم والمعرفة والاستزادة عن ذلك ثم وضح المنهج السوي للفرد المسلم فذكر التوازن في السلوك والعبادة، والأخذ بالمباح الحلال من الدنيا بلا إفراط ولا تفريط، وبناء الحياة وعمارة الأرض بالطيبات، واغتنام فرصة العمر... ولم يغفل بالإضافة إلى ذلك تقديم نصائحه من خلال تجاربه الشخصية في جميع العلاقات الاجتماعية، كالزوجة والوالدين والولد والصديق والأقارب، والجار والناس جميعاً إلى غير ذلك. هذا وقد جاء الكتاب محققاً، وتجلى عمل المحقق بـ: أولاً: تخريج الآيات القرآنية ومعظم الأحاديث الشريفة، ثانياً: شرح معاني بعض الكلمات الغامضة ووضع عناوين للفصول، جمع فيها الفقرات التي تتقارب موضوعاتها، ثالثا: وضع عناوين عامة يبرز من خلالها مقصود المؤلف. إقرأ المزيد