تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
نبذة نيل وفرات:صدرت في أواخر الحرب العالمية الأولى، عن العراق كتب كثيرة، كان معظمها من تأليف الأجانب، الإنكليز في الدرجة الأولى، ومن ثم الفرنسيين أو الأمريكيين وغيرهم. ولقد تناولت تلك الكتب إنشاء الدارة المدنية العامة في ظل الاحتلال الإنكليزي للعراق أو عهد الانتداب البغيض.
غير أن هذا الكتاب يتميز عن الكتب الأخرى ...في عدة أمور؛ منها أنه قد نشر سنة 1935، أي بعد أن أعلن حصول العراق على استقلاله رسمياً في سنة 1932، وقبوله عضواً في عصبة الأمم، حيث قبل عنه آنذاك بأنه قد تخلص من إدران الانتداب، وأنه قد "شب عن الطوق" وأصبح أهلاً للاستقلال وإن كانت المعاهدات التي عقدت بين الحكم القائم آنذاك وبريطانيا وعلى الأخص معاهدة سنة 1930 وقد أبقت على الكثير من المصالح البريطانية سليمة دون أن تمس بأذى، وأن النفوذ الإنكليزي لم ينحسر عن مواقعه القديمة بالمرة. وهذا ما يمنح الكتاب ميزة خلت منها الكتب التي صدرت في عهدي الاحتلال والانتداب أما مؤلف الكتاب، وهو السيد هنري.أ.فوستر. فإنه أمريكي من جامعة أوكلاهاما في الولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى الرغم من تمسك الأمريكان بالصيغ الاستعمارية، مثل غيرهم من الاستعمار بين الآخرين في العالم، إلا أن لهم أسلوبهم الخاص في معالجة القضايا، وهو يختلف عما ألفته الحكومات التي تحالفت معهم قبلاً، وأصبحت الآن تدور في فلكهم مرغمة، وتؤيد مغامراتهم الامبريالية الحديثة، كما هو شأن بريطانيا في الوقت الحاضر على وجه أخص.
ومما يرفع من قيمة هذا الكتاب أن النظرات التي أبداها المؤلف فيما يخص مستقبل العراق وتطوره الحديث، ولا سيما في الميدان الاقتصادي وهي نظرات عميقة وجديدة وجريئة معاً، لم تألف مثلها في الكتب الأخرى. فالمؤلف معجب جداً بالعراق، ويعتبره قلب الشرق الأوسط، ومصدر الحضارة في العالم وأساسها القوي. كما أن المؤلف في الوقت ذاته يدافع بحماسة عن الحضارة العربية الإسلامية التي أغنت الفكر الإنساني، ومهدت لعصر النهضة في الغرب، ومدت الحضارة العالمية الراهنة بالمزيد من مقوماتها ومنابعها العظيمة.
تتألف الأفكار الأساسية لمادة هذا الكتاب، من ميثاق عصبة الأمم، ومن الانتداب، والوصايا والحماية، ووقت انتهائها تامة. فكل هذه الأفكار تدخل ضمن نطا العلاقة القائمة بين الأصل والفرع، وهذه تتسلل إلى مفاهيم القانون الفردي وتطبيق الأساليب القديمة في ذلك. فالقانون الروماني كان يشرك الانتداب بالوصاية، في حين أن القانون الانكلوسكسوني، قد طور فكرة الحماية. ولذلك بقي على العصور الحديثة أن تنقل هذه الآراء إلى ميدان شاسع من السياسة العامة والإدارة.نبذة الناشر:هذا الكتاب القيم الذي نقدمه إلى المعنيين بتاريخ العراق الحديث، يعد واحداً من أمهات الكتب التي عالجت موضوع نشأة العراق الحديث، وتكوين الحكم الوطني فيه، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، بعد أن بقي العراق، في الفترة التي خلفت سقوط الدولة العباسية بأيدي المغول الوحوش سنة 1258م، أكثر من ستة قرون، خلوا من أية حكومة، أو إدارة مركزية، تدير شؤونه.
وتلك مدة طويلة بقي خلالها الشعب العراقي نهباً للأطماع الأجنبية، والخلافات والمنازعات الداخلية، وهو يكاد أن لا يعرف ما هي الحكومة، ومن هو المسؤول، أو المسؤولية، وقد لا يتحمل خلال تلك المدة أي واجب إزاء بلده، ولا يهتم بأي أمر من الأمور، سوى شؤون الفرد ذاته، أو شؤون أسرته، أو عشيرته في الدرجة الأولى. إقرأ المزيد