تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:امتازت أعمال الكتابة الفلندية "آينو كالاس" بالوضوح والرومانسية وبثقل عاطفي كبير. غالباً ما يرقى أسلوبها إلى الأسلوب الشعري الذي يصاغ صياغة القصيدة الغنائية، قد أبدعت كثيراً في المزج بين ما هو عادي معيشي وبين ما هو روحي أو خيالي، وجاء ذلك المزج رائعاً محافظاً على أصالة الواقع وجعل اللامعقول ...مقبولاً بهذا الشكل أو ذاك، أضف إلى ذلك خلفية فلكلورية تضرب بعيداً في التاريخ الفلندي خاصة وتاريخ شمال غرب أوروبا عامة وتنحدر إلى الواقع فتؤثر فيه وينصاع إليها دون انحراف ولا حتى محاولة التملص من بعض قيودها، برغم ما في الواقع من متغيرات عظم شأنها أو قل.
قد تبدو أجواء الروايات الثلاثة التي يضمها هذا الكتاب غير مألوفة وغريبة بعض الشيء، وقد يرى بعضهم فيها "لا واقعية" و"اللامعقولية" وبخاصة ذلك التداخل بين المعقول واللامعقول في القصة الأولى "عروس الذئب" وكأنها إذ تمزج الواقع بالخيال، تقول أن هناك ترابطاً أزلياً قائماً بين الاثنين وأن كلاً منهما وليد الآخر وحصيلة له. أما قدرتها ككاتبة مبدعة فتبدو في هذا المزج الغريب حيناً والرائع حيناً آخر بواقعيتها المقنعة وبخيالها الخصب.
هذا وقد حاولت الكاتبة في روايتها الثانية "بالبرافون يتزنهوزن" أن تؤكد أن الموروث الفلكلورى وما يحمله من تقاليد هي التي تتحكم بخط سير المجتمع وأن الفرد مهما علت منزلته الاجتماعية فإنه يبقى أسير تلك التقاليد تتحكم فيه وتملي عليه ما تريد.
وتبدع الكاتبة في سبر غور التركيب النفسي لـ"راهب جزيرة رايكي" في روايتها الثالثة لهذا الراهب المسؤول عن كنيسة جزيرة رايكي، الكنيسة الصغيرة التي تقع في الأطراف النائية المعزولة التي يسكنها مجموعة من صيادي الأسماك الأميين الذين يؤمنون إيماناً راسخاً بقوى الطبيعة ويمنحونها نذورهم لتكون رفيقة بهم كريمة معهم، أما إيمانهم بالكنسية فهش لا يمكن الاعتماد عليه... وهكذا تغوص الكاتبة عميقاً في دواخل نفوس شخصياتها وتعيش معهم الأحداث وتتأثر بكل ما يحيط بهم من تقاليد وأفكار وخلفيات، ومن حبّ وكره ومغفرة ونسيان. إقرأ المزيد