تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:صاحب هذا الديوان هو عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن العريضي السبني الطائي. الملقب بصفي الدين وبأبي الفضل (678هـ 749هـ) وقد كانت ولادته في الحلة في بيت عريق يحظى بمنزلة رفيعة ي عصره، وقد تحدث الحلي كثيراً عن المدينة التي ولد فيها، وقال أشعاراً رقيقة ...وقت بعاده وهو يصور حنينه إليها. ونشأ صفي الدين نشأة علم وأدب وثقافة وفروسية في بيته الطائي فكان قبل أن يشب عن الطوق لهجاً بالشعر نظماً وحفظاً، متقناً علومه نظماً ولفظاً على حد تعبيره. وروى القدماء أن الشاعر نظم الشعر وله سبع سنين ولما بلغ الحلم اشتغل بالعربية والأدب، وكان من الشجعان، وتعددت مصادر الثقافة عند الحلي، بحيث جعلت أمر استقصائها صعباً، وذلك لتفاوت أسلوبه ومنهجه ووسائله التعبيرية، ولغته الشعرية التي وصلت في بعض قصائده، كالساسانية، حداً كبيراً من الغرابة. ويبدو أن الشاعر أراد أن يثبت قدرته على الإلمام بالتراث وأحوال المجتمع وظروف العصر بمعارفه المعقدة، وقد كان حاضر البديهة، مجيباً عن كل سؤال. ويمكن تحديد ألوان ثقافته في مجالات الدين والأدب والتاريخ وبعض علوم الأوائل وثقافته الدينية هي تلك التي أفادها من القرآن الكريم والحديث الشريف والسيرة النبوية ثم الفقه والمذاهب الإسلامية، وربما يكون بذلك من أكثر شعراء العربية ميلاً إلى ذلك، إذ انه يعتمد كتاب الله فيما يزيد على مئة وخمسين موضعاً في ديوانه، وذلك أما بتضمين بعض الآيات، أو بتوظيف بعض المعاني.
وأما ثقافته الأدبية فتظهر في حديثه عن الأدباء والشعراء العرب القدماء، والأشعار الكثيرة التي حفظها وضمنها شعره أو عارضها. كذلك يدلنا على عمق ثقافته الأدبية، أسماء الأعلام في الأدب والشعر التي وردت في ديوانه مستفيداً منها وسائل تعنيه على التعبير، كل فيما يناسبه من مقام. كما أفاد من الأمثل العربية. ومما ينم على ثقافة الشاعر التاريخية تلك الأعلام والحوادث المثبوتة في ديوانه. أما مهنة الشاعر، فقد أجمعت المصادر التي تحدثت عنه، أنه اتخذ التجارة حرفة له، وكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في سبيلها، وتضمن قاموسه الشعري بعض المصطلحات التجارية التي تشي بامتهان الشاعر لها.
هذا وقد اهتم كثير من الباحثين والكتاب المحدثين بصفي الدين الحلي وأشادوا به وبشاعريته ودعوا إلى ضرورة تحقيق تراثه الشعري تحقيقاً علمياً يتلاءم ومنزلته بين الشعراء. واستجابة لهذه الغاية، ولشغفه بشعر الحلي، عمد الدكتور محمد حور انصرف إلى هذا العمل التحقيقي الذي أخرج هذا الأثر النفيس من تراثنا الشعري في صورة مناسبة. وقد تمثل عمله في تحقيق الديوان في ما يلي: استقصاء المخطوطات الديوان وقد بلغت (39) تسعاً وثلاثين مخطوطة. استقصاء مطبوعات وقد بلغت خمساً. استكمال ما فيه من نقص، إذ بلغ مجموع أبيات الديوان المحقق (10230) بيتاً. بزيادة مقدارها (941) بيتاً. تصويب ما لحق بالديوان في النسخ المطبوعة من أخطاء، وتصحيف، وتحريف، وضبط، وقد زاد على أربعة آلاف خطاً تخريج الأبيات والقصائد من الكتب المخطوطة والمطبوعة. شرح ما غمض من المفردات. التعريف بالأعلام والأماكن والبلدان التي وردت في الشعر بيان بحر كل قصيدة فيه. صنع الفهارس الضرورية: القوافي، والأعلام، والأمم والأقوام، والأماكن والبلدان، والمصادر، والمراجع، والأبواب، والفصول. إقرأ المزيد