تاريخ النشر: 01/10/2000
الناشر: دار نلسن
نبذة نيل وفرات:"وحين همت روحها بالاسترسال في الغضب، توقفت، لأن يدها امتدت لترفع خصلة عن شعرها من عينها، فحانت منها التفاتة إلى السماء، شهقت دهشة من كهرباء الفضاء الأزرق وترفّعه ونقائه، كانت مبهورة بمنظر السماء الشافعة المطلقة والخالدة، ترفعت عن الغضب والكره، وشعرت كيف تسحر روحها وتعلو، روحها الأشبه بوشح من ...الحرير الأبيض، يطير عالياً ويتلون تدريجياً بالزرقة، حتى يصل إلى القمة اللامتناهية ويتماهى معها... وتساءلت لم لا ينظر الناس إلى فوق كل يوم؟ لماذا تظل رؤوسهم إلى الأرض؟!!"
هكذا تأتي براعة هيفاء بيطار في طروحاتها لمعانِ جفت ينابيع الإنسانية منه، فغدت حقول أرواحهم عقيمة عن إنبات بذور الحب والعطاء والتسامي... أبعاد فلسفية تدور في ثنايا الأحداث المتطاحنة التي تجريها هيفاء بيطار على شخصيتها الأثرية. "نبوغ" تذكي مشاعرها تلك الملمات، زوجها المعتقل في غياهب السجون وعالم حولها مغرق بالأنانية ومثالياتها اللامتناهية، وصعوبات الحياة التي هزّت في بعض الأوقات تلك المثاليات المتجسدة في حبها لزوجها والذي سجنت ضمن جدران سجنه، روحها لا ترض في أفق حياتها بديلاً عنه، ومن عمق الحياة يأتي الإخلاص ونقيضه الاستسلام وضده.
لهذا تبدع الروائية شخصية أحلام، التي أنبتت في قلب الأحداث لتكون جسرها الذي تمر عبره الفكرة ونقيضها، صديقتان هي ونبوغ يلف التفاهم والانسجام الروحي صداقتها دون أن يعني ذلك ذوبان أفكار كلتيهما. وتتصارع الأفكار، وتتصادم الأمزجة والأهواء، لتصل هيفاء بيطار بأسلوبها الرائع المتزن، إلى اكتشافها قدرة الذات في اكتشاف حقيقتها حتى تخوم الرحمة والمصالحة والنسيان لإدراك معنى الحرية وثمن الكرامة، وليدرك من يجهل أنه من الأيقونات من هي بلا وجوه. إقرأ المزيد