تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:"وخرج دانيال، فاقترب ماتيو من النافذة ورفع الستائر، وكان ليلاً رائقاً، رائقاً وأزرق. وكانت الريح قد كنست الغيوم، وكانت النجوم ترى فوق الطموح، وارتفق الشرفة وتثاءب طويلاً. وفي الشارع تحته، كان رجل يسير بخطوة هادئة، وتوقف عند زاوية شارع هويغنز وشارع فراودفو، فرفع رأسه ونظر إلى السماء. وكان هو ...دانيال. وكان نغم موسيقي يأتي دفعات من جادة "مين"، وتسرّب إلى المساء ضوء منارة أبيض، فتوقف فوق مدخنة ثم تدحرج خلف السطوح.
وكانت سماء حفلة قروية، متقطعة بالشرائط، تذكر بالعطل وبحفلات الرقص الحقلية. ورأى ماتيو دانيال يختفي، وفكرة "إنني أبقى وحيداً. وحيد، ولكن ليس أكثر حرية من السابق وكان قد قال لنفسه عشية الأمس: "ليت أن مارسيل غير موجودة" ولكن هذه كانت أكذوبة. "لم يعترض أحد طريق حريتي، وإنما حياتي هي التي شربتها". وعاد يغلق النافذة ويدخل إلى الغرفة. وكانت رائحة ايفيش ما تزال تخفق فيها، وتنشق الرائحة واستعاد هذا اليوم الصافي سن الرشد هي الجزء الأول من رواية المفكر العالمي جان بول سارتر "دروب الحرية" وفيها يروي قصة الأزمات النفسية التي مر بها "ماتيو" البطل الرئيسي لهذه الرواية-في تمزقه بين أداء واجبه تجاه الفتاة التي يحبها "مارسيل" والتي تحمل منه، وبين رغبته المطلقة في الحرية، وموقفه من مختلف القضايا التي يعيشها مجتمعه ولعل أروع ما في هذه الرواية ذلك الحب اليائس الذي يكنه ماتيو لـ"ايفيش" التي تكسب القصة نكهة لذيذة خاصة. إقرأ المزيد