الإعراب قي القرآن الكريم، مجمع البيان الحديث
(0)    
المرتبة: 371,154
تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي احتفظ بلغته الأصيلة وحفظها على قيد الحياة وسيحفظها على مرّ الدهور، وستموت اللغات الحية المنتشرة اليوم في العالم كما ماتت لغات حية كثيرة في سالف العصور إلا العربية، فستبقى بمنجاة من الموت وستبقى حية في كل زمان، مخالفة النواميس الطبيعية التي تسري على ...سائر لغات البشر. ولا غرو فهي متصلة بالمعجزة القرآنية الأبدية. فالكتاب العربي المقدس هو الحصن الذي تحتمي به اللغة العربية وتقاوم أعاصير الزمن وعواصف السياسة المعادية ودسائسها الهدامة هذا وإن أي مطلع مفكر يحكم بأنه لولا القرآن لما كانت هناك قواعد للغة العربية، ولما اهتم المسلمون بإنشاء علوم اللغة، إذ الدافع الرئيسي والأساسي لوضع تلك العلوم هو القرآن الكريم. إن هذا الفضل للقرآن الكريم على اللغة العربية هو من الحقائق المطلقة التي لا تخفى.
هذا وإذا كان تفسير النص القرآني ضرورياً لفهم تركيب كلماته وآياته، وبالتالي فهم المعاني والمرامي من كلام القرآن، فإن علم النحو لا يقل ضرورة عن علم التفسير، بل إنهما يرتبطان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً. وزيادة في التوضيح، يمكن القول بأنه لا شيء في اللغة العربية الفصحى يرجع صوابه إن كان صواباً، إلا إلى معرفة النحو ما يتبعه، ولا يرجع الخطأ فيه، إن كان خطأً، إلا إلى الجهل بالنحو وما يتصل به... ولا يوجد كلام له معنىً، يمكن وصفه بالحسن أو يكون له مزية عن غيرهن إلا ويعود في ذلك إلى معاني النحو وأحكامه، ويدخل في اصل من أصوله ويتصل بباب من أبوابه، وإلا خرج عن ذلك ووصف ذلك الكلام بالفاسد وبأنه كلام غير فصيح أو غير صحيح من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يدعو القارئ إلى إعراب آيات التي ساقها ضمن ترتيب أبجدي ولعلم القارئ والباحث بأنه لولا الإعراب، ومعرفة قواعده لما تسنى فهم معاني القرآن المبين, ولا أدرك مواطئ جماله، ومحالٌ بلاغته وإعجازه، وسائر أوامره ونواهيه، ومصادر أحكامه في حلاله وحرامه، وفي آيات وعده ووعيده... فمن القرآن الكريم تستقى القواعد، وعلى أساسه توضع الأصول؛ لأنه هو المصدر، وما عداه فروع تنبثق عنه. إقرأ المزيد